في زمن كادت أن تنعدم فيه المشاعر، وتتشتت الأفكار، وتسحق الأحلام ظهر فاروق جويدة ليعيد ما نسي، ويظهر ما خفي، ببصمة شعرية موحية تحت عنوان "وللأشواق عودة". حاول الشاعر فاروق جويدة إبراز معاناة وتشاؤم الشعوب من مصيرهم وإنكارهم لوجودهم من خلال تخليهم عن أصولهم، فالمصري على سبيل المثال ولكون الكاتب مصريا استهل كلماته من مسقط رأسه ومن شعب عاشره وعايش معاناته، من ألم أرض هجرت ومصير أمة ظللت بسبب شعب فقد الأمل في تغيير الحاضر نحو الأحسن، أو على الأقل الحفاظ على الماضي الأصيل للأمة المصرية، كما تطرق إلى فتح باب النقاش حول سلبيات وإيجابيات الثروة، لا سيما أننا في زمن تغاضى عن الرومانسية واهتم بالماديات. فلم يبق للحب والأماني مكان، إلا أن فاروق جويدة حاول تغيير الحاضر عن طريق إعادة إبراز الماضي بميزاته وجمالياته. فمن الممكن أن تتغير أفكارنا مع تغير نمط حياتنا ومحيطنا، إلا أن أشواقنا باقية وتظل تعاودنا بحلوها ومرها برغم مشاكلنا المتعددة. وبين الأسطر يقوم فاروق جويدة بإيصال رسالة حب وعشق مفعمة بالأمل والتمني لكل المغرمين، فالعمر في نظره مجرد يوم نقضيه بجل معانيه ولا نتركه يضيع في الأحزان والأوهام، فمن الممكن أن يتمثل في ساعة أو بضع دقائق أو ثوان ضئيلة، حيث يقول: أترى يفيد الزهر بعد رحيله، فالعمر كالأزهار يوم عابر... هيا لنكسر من رحيق فان".