هذا الذي يجري بالعالم العربي أقسم أنه ليس بعملية تحرر من قبضة الحكام والأنظمة، وإنما هو عمل مخطط ومحضر وراءه ما وراءه من الأيادي التي أرادت تفكيك العالم العربي وجعله مستباحا للقوى الغربية بدعوى الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان ومحاربة الفساد كما يحصل الآن بالمملكة العربية السعودية التي أطلت علينا الأخبار صباحا بحملة اعتقالات وسط أمراء ووزراء سابقين ورؤساء مؤسسات..؟ لقد أصبح كل شيء باديا للعيان وأن الأطماع تجددت في وطننا العربي ،بعد هذا التدمير المبيت الذي تقوم به قيادات موالية للغرب فكرا وروحا ، كما يحصل الآن في سوريا وليبيا واليمن الذي تحول من سعيد إلى شقي بل تعيس بفضل ضربات التحالف العربي بقيادة بلاد الحرمين، والذي بارك هذا التدخل السافر بعض العلماء المحسوبين على حكام الخليج وأمراء النفط والتضليل الإعلامي..! إنه أمر لا يصدق انتفاضات وثورات وبراكين وزلزال جاءت كلها دفعة واحدة ومتتالية ،وكأن شعوبنا ومن يكون وراءها قد تفرغ لزعزعت الوطن العربي وهذا لحاجة في نفس يعقوب والتي باتت معلومة وهي إعادة تفكيكه ومن ثمة السيطرة عليه ،نظرا لما حباه الله من نعمة البترول والموقع والخيرات الكثيرة ،والحبل على الجرار،كل حسب دوره وحسب الميقات الذي رسم له ،فالآلة السياسية االغربية لا تخطيء أحدا من زعماء العرب ،فليس هناك أحد أحسن من أحد فالكل سواسية عنده،فلا صديق عنده ،فالكل في خدمته وحين يحين الجد يضحون به..؟ إن لم يدرك زعماء هذا الوطن هذا التشرذم و أنه لا خلاص لهم إلا بالوحدة السياسية والتكتل ،فإنهم سوف يساقون يوما الواحد بعد الآخر تباعا إلى مشانق الغرب الحقود على هذه الأمة النائمة الغارقة في الملذات والتطاحنات التي جعلت منه قبله كل الطامعين والطامحين إلى احتلالها بعد انتهاك حرمة أوطانها كما فعلوا في السابق ،ولكن هيهات فمهما كانت الاختلافات والخلفات فلن يقدر عليها هذا الغرب ..؟!