عشية حلول شهر رمضان والذي يأتي بعد الفصل في تمديد الحجر الصحي الجزئي بولايات الوطن والكلي بولاية البليدة لعشرة أيام أخرى، حيث يتزامن ذلك مع العديد من الأيام المباركة التي تنتهي يوم 29 أفريل الجاري والتي نتمنى أل يكون تمديد آخر. في هذه الظروف المتميزة روحيا وصحيا سارع الجزائريون لبدء التحضيرات لهذا الشهر الكريم، حيث عرفت الأسواق مؤخرا صورا لا توحي أبدا بوجود فيروس قاتل ينتشر بين الجزائريين اسمه كورونا، حيث أنست اللهفة المواطنين في تدابير الوقاية والتباعد، بينما تتسبب هذه المظاهر والصور اللامسؤولة مرة أخرى في ارتفاع أسعار العديد من المنتجات، بينما سجلت ندرة في عدد آخر منها، وكان الوضع فرصة مواتية لأشباه التجار من أجل المضاربة، بينما ظهرت العشرات من الطاولات الموازية تزاحم الأسواق الرسمية، وهو ما يعني تسويق أطنان من المواد الغذائية المشكوك في سلامتها. هذا وقد شهدت معظم المدن الجزائرية،وكذا الجزائر العاصمة، تواجدا بشريا ينذر بخطر عدوى كورونا المستجد، خاصة أن التدافع والاكتظاظ في المساحات الكبرى لبيع المواد الغذائية، خالف كل ما تسعى إليه وزارة الصحة لإنجاح مخطط الوقاية والحد من انتشار الوباء في الجزائر. وحتى شاحنات الخضر والفواكه للباعة المتجولين، عرفت اكتظاظا كبيرا عليها والحال نفسه في مراكز البريد، وبعض المصالح، التي كان زبائنها مكتظين ومسافة الأمان من كورونا بينهم غائبة. وبعدما كان الجزائريون يأملون رفع الحجر الصحي مع اقتراب رمضان خاصة بعد تسجيل استقرار في عدد الإصابات وانخفاض في عدد الوفيات، جاء قرار التمديد صادما للبعض، ما دفعهم للإسراع في بدء التحضير لشهر رمضان، حيث فضل الكثيرون اقتناء كميات هائلة تكفيهم للأسبوعيين الأولين للشهر الفضيل حتى لا يضطروا للتنقل للأسواق بشكل يومي. موجة اللهفة التي اجتاحت الجزائريين أياما قبل شهر رمضان فاقت كل التوقعات، حيث أكد هؤلاء أن كميات الخضر والفواكه التي يجلبونها يوميا من أسواق الجملة تنفد في غضون ساعات الصباح الأولى، وهو ما اضطرهم لمضاعفتها، مؤكدين أن بدء حظر التجوال على الساعة الثالثة زوالا جعل أغلب المواطنين يبدأون رحلة تسوقهم باكرا، في حين أن التجار بدورهم باتوا يبدأون نشاطهم في ساعة مبكرة عما تعودوا عليه في السابق، وهو ما جعل سلعهم تنفد على غير العادة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا. والملاحظ عبر الأسواق هذه الأيام، هو الطلب المتزايد على القصابات، حيث تعرف هذه الأخيرة ضغطا كبيرا ما جعل العديد من الجزارين يعملون بنظام الطلب المسبق، وقد أكد العديد من أصحاب محلات الجزارة بالعاصمة أن السلع لديهم تنفد بحلول الساعة العاشرة صباحا، بينما لا يتمكنون من تلبية طلبات زبائنهم، وهو ما جعلهم يسجلون هذه الطلبيات ليسلموها في اليوم الموالي للزبائن .