نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية الخميس 17 مايو 2018 10:24 شهدت محلات بيع المواد الغذائية والجزارة وأسواق التجزئة للخضر والفواكه، الأربعاء، عشية رمضان، إقبالا وتدافعا رهيبيْن، فلم تترك العائلات شيئا إلاّ واقتنت كميات كبيرة منه، وهي الظاهرة التي تعود كل عام، حيث استغلّها كثير من التجار المضاربين فرفعوا الأسعار عشوائيا، الأمر الذي استنكرته جمعيات التجار والحرفيين والمُستهلكين والسّلطات المحلية، داعين المواطنين لامتلاك ثقافة استهلاكية رشيدة ومُتزنة. الأسعار نار.. وزيادات جنونية عرفت أسعار الخضر والفواكه واللّحوم ومختلف المواد الغذائية الرئيسية، ارتفاعا في الأسعار بين 20 و30 دج عشية رمضان، فيما ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء ب100 دج.. الارتفاع برّره التجار بالطلب المتزايد من المواطنين خلال اليومين الأخيرين قبل دخول الشهر الفضيل. ووقفت "الشروق" على هذا الارتفاع المفاجئ في الأسعار بمختلف أسواق الولايات، فأسعار الطماطم قفزت من 80 إلى 120دج، والبطاطا من 40 إلى 50 دج، ومثلها جميع أنواع الخضر الأخرى من فلفل وقرعة وحتى الباذنجان واللفت، فجميعها عرفت زيادات ب20 دج. وأكد تجار أن بعضا من الزبائن كانوا لا يشترون أكثر من كيلوغرام واحد من خضر معينة أو فاكهة، لكنهم طلبوا أمس 4 كلغ من النوع الواحد، وهو ما فاجأهم وأثار استغرابهم. إقبال غريب على اللحوم و"الكبدة" أيضا بدورها قفزت أسعار اللحوم البيضاء، فمن 280 دج للكلغ قبل أسبوع من رمضان، تفاجأنا بها تباع ب380 دج عشية رمضان، ومع ذلك كان الإقبال على الشراء ملفتا. توجهنا بعدها إلى محلات الجزارة بعدة مناطق، ففاجأنا أصحابها عندما سألناهم عن توفٌّر الكبدة، فقالوا "في ليلة الشك تهافت المواطنون على شراء كبدة الغنمي التي بيعت ب3200 دج وكبدة البقري ب2200 دج، فنفدت تماما من المحلّ عشية رمضان". في الموضوع، أكد رئيس اللجنة الوطنية لأسواق الخضر والفواكه بالكاليتوس، محمد مجبر في اتصال مع "الشروق"، أنه "مُندهش للإقبال الرهيب للمواطنين على الشراء، ما ساهم في رفع الأسعار بصورة خيالية"، حيث أكد أن القرعة ارتفعت من 30 دج إلى 100 دج في أسواق الجملة، والسلاطة وصلت ال120دج في الجملة نتيجة للطلب الكبير. وناشد مجبر المواطنين بالتعقل في الشّراء "لأنّ الأسعار ستنخفضُ يوم الأحد بنسبة 50 بالمائة، خاصة وأننا في موسم الإنتاج الوفير للخضر والفاكهة"، كما أن شراء الخضر والفواكه بكميات تزيد عن الحد المعقول يعرضها للتلف، خاصة في أيام الحر، حتى ولو وضعت في الثلاجات، فتحتضنها المزابل. الزيادة وصلت 50 بالمائة في أسواق الجملة بدوره، تأسف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار في اتصال مع "الشروق" لظاهرة التدافع على الشراء عشية رمضان، ما ساهم في رفع الأسعار خلال 48 ساعة فقط، فتساءل مستغربا "وكأن الحرب تقرع طبولها عشية رمضان، لم تترك العائلات شيئا إلا واشترته لتخزنه، وكأن الأسواق ستغلق نهائيا؟؟". وأكد أنه اجتمع مع ممثلي أسواق الجملة والتجزئة للخضر والفواكه، والذين أكدوا أن الأسواق ستبقى مفتوحة طيلة الشهر الفضيل. وما استغرب له بولنوار، هو الإقبال الكبير على شراء المواد الاستهلاكية المتوفرة طوال السنة، مثل الزيت والسكر والفرينة، وحتى من عائلات تسكن بجوار الأسواق والمحلات، مشيرا إلى أن الجزائريين يرمون خلال الشهر الفضيل ما قيمته 500 مليار في المزابل بسبب "اللهفة" والتبذير. الظّاهرة جعلت بولنوار ينصح المواطنين بترشيد نفقاتهم، لتجنب المضاربة في الأسعار، حيث قال "لهفة المستهلك هي ما يُمهد لظهور المضاربين في الأسعار". كما ناشد محدثنا أفراد العائلات بامتلاك ثقافة أو نظاما استهلاكيا، وحسبه "بعض أفراد العائلة الواحدة يشترون جميعهم مادة استهلاكية واحدة، مثل الخبز أو الزلابية، ولكثرتها وعدم استهلاكها تُرمى في المزابل في اليوم المُوالي".