أشرف ببلدية سيدي فرج ،والي سوق أهراس لوناس بوزقزة، على احياء الذكرى 63 لاستشهاد البطل الشهيد جبار عمر . وقد توجه والي الولاية بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي، السلطات المحلية الامنية والمدنية، الأسرة الثورية وأعيان المنطقة، المدراء التنفيذيين، إلى منطقة أولاد عباس اين وقف الوفد أمام النصب التذكاري، ثم الاستماع الى النشيد الوطني ورفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهدائنا الطاهرة. كما تضمن البرنامج كلمة الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين العربي لوذاينية، أبرز فيها مسيرة نضال وكفاح الشهيد، وكذا تاريخنا المجيد المتعلق بالثورة التي بفضلها اصبح الشعب الجزائري حرا مستقلا. حيث ذكر في سياق حديثه أن الشهيد ولد خلال 1930 بمنطقة ملاق ببلدية سيدي فرج الحدودية، من عائلة فقيرة اتخذت من الفلاحة وتربية الماشية موردا للرزق حفظ ما تيسر من القرأن الحكيم عند شيوخ المنطقة ولم يستطع كغيره من الجزائريين الالتحاق بالمدارس الفرنسية .. عند بلوغه سن العاشرة انتقلت أسرته الى مدينة الونزة بسبب الظروف القاسية وضيق الحال ..وحطت رحالها بحي البياضة خلال هذه الفترة عرف الشهيد (جبار عمر) وادرك معنى(الاستعمار) وكيف هي الفوارق بين عائلات (الكولون) وباقي الاسر الجزائرية. ما أن بلغ سن 23 حتى تمكن الشاب "عمر" من ولوج عالم الكبار أين تحصل على عمل بمنجم الحديد بالونزة الا انه سرعان ما تركه بسبب المعاملة السيئة والتمييز المسلط على العمال الجزائريين وكيف يستغل أكثرهم. وبحكم قرب مدينه الونزة من الحدود التونسية ..ربط الشهيد، رفقة صديقه الشهيد (السبتي بومعراف) علاقات مع بعض الثوار (التوانسة)، ومع بداية 1954 تكونت مجموعات إحداها شمالا يقودها الشهيد باجي مختار…رباحي نوار.و.بوبكر بن زيني واخرى جنوبا تنشط بين تونس ومحيط منطقة الونزة تتكون من جبار عمر مدغين محمد ..السبتي جبار ..الطاهر الزبيري وهناك كذلك خلايا اخرى تنشط على مستوى منطقة تاورة وتعمل في سرية تامة يتقدمهم كل من عمر ذيابي ..السبتي بومعراف..محمد جلايلية ومحمد لخضر سيرين.. استطاع الشهيد (باجي مختار) لملمة شمل كل هاته الأفواج المتفرقة واقناعهم بضرورة الالتفاف تحت مشورة واحدة وعدم الانسياق وراء الجهوية والتفرقة والا سينسف املهم في قيام ثورة مسلحة تعصف بطغيان المستدمر الغاشم. وفي شهر فيفري 1956 تلقى الشهيد (جبار عمر) أمرا للتنقل إلى منطقة الأوراس لملاقاة الشهيد (مصطفى بن بوالعيد) بعد أن فر من سجن الكدية بقسنطينة وفور وصول الوفد بداية شهر مارس إلى منطقة (وادي عطاف) نواحي (كيمل) اجتمع خلالها القائد (مصطفى بن بوالعيد ) بقادة النواحي أين قدمت له كل الوفود تقاريرها حول الأوضاع العامة بنواحيهم. وعندها تدخل الشهيد (مصطفى بن بوالعيد) وقدم شكره للشهيد (جبار عمر) واثنى على مجهوداته وحسن تدبيره..ويروى عنه بأنه مسك بذراع (جبار عمر) وقال له (أنت لرعدت فرنسا) في إشارة الى نحافة بدنه وقصر قامته.. بعد عودته إلى سوق أهراس كثف من نشاطه رفقة باقي قادة القطاعات ومن غرائب الصدف أن كل معارك (جبار عمر) حضرها رفقه صديقه الشهيد( السبتي بومعراف) نذكر منها. معركة الرعدية بالبطوم قتل خلالها اكثر من 30عسكريا، الهجوم على بلدة تاورة 20 أوت 1955، معركة واد بوسبعة ببوخضرة..قتل يومها اكثر من 10 عساكر مع غنم رشاش من نوع24/19، كمين واد ملاق. وكان اخر معاركة، حيث استشهد البطل جبار عمر بتاريخ 11افريل 1956، بعد جريمة مدبرة بإتقان من طرف العدو الغاشم . لعريبي لزهر