فشل المنتخب الجزائري لكرة القدم في بلوغ نهائيات كأس العالم-2022 بقطر، بطريقة "قاسية ومرة" للغاية, إثر خسارته في الرمق الأخير من الشوطين الإضافيين ضد الكاميرون (1-2), في لقاء إياب مباراة السد التأهيلية, سهرة الثلاثاء بملعب "مصطفى تشاكر" بالبليدة. وكانت العناصر الوطنية قد سجلت بداية موفقة في هذه المواجهة الحاسمة محاولتا الضغط على المنافس. ففي الدقيقة الثاني، تحصل منتخب الجزائر على ركنية نفذت بإحكام، غير أن الحارس الكاميروني أونانا أبعد الخطر بطريقة عشوائية، ليخطف مهاجم سبورتينغ لشبونة (البرتغال), إسلام سليماني الكرة ويقذف لكن كرته جانبت إطار المرمى. وبعدها, واصلت القاطرة الهجومية للفريق الوطني نقل الخطر نحو الدفاع الكاميروني, حيث حاول القائد رياض محرز على مرتين لكن دون جدوى. وعكس مجريات اللعب, خادع الضيوف التشكيلة الوطنية في أول لقطة لهم بهدف مباغت إثر كرة ثابتة. فمن ركنية منفذة على اليمين, الحارس رايس مبولحي, خرج لالتقاط الكرة غير أن اصطدامه بمدافعه ماندي, أفقده الكرة التي استغلها لاعب نادي بايرن ميونيخ (ألمانيا), شوبوموتينغ, لافتتاح باب التهديف للمنتخب الكاميروني عند الدقيقة 22. وكان بإمكان "الأفناك" العودة في النتيجة بسرعة, لو استغل المهاجم يوسف بلايلي التمريرة من طبق التي جاءته من سليماني (د 28), الذي افتك كرة من الدفاع الكاميروني ومرّرها لزميله الذي, أمام دهشة الجميع, أهدر هدف التعادل بغرابة حيث لمست كرته الشبكة الصغيرة. وواصل المنتخب الجزائري اللعب ولم يتراجع للوراء محاولا تجسيد سيطرته بتوقيع هدف التعادل, لكن محاولات الجناح بلايلي الذي كانت تمر عليه جميع الكرات المفتاحية من اليسار, دون التوصل إلى هز شباك المنافس, لينتهي الشو الاول بتفوق الزوار (0-1). وعقب فترة الراحة, رجع أشبال الناخب الوطني, جمال بلماضي, بنفس النوايا التهديفية. ففي الدقيقة 49, صنع أصحاب الأرض عملا جماعيا, وإثر توزيعة يسارية من بلايلي نحو بن عيادة الذي أخرج سليماني وجها لوجه, هذا الأخير يسجل ولكن الحكم الأنغولي غاساما يرفضه بداعي التسلل. وبعد خمس دقائق, محرز يستلم تمريرة من بلايلي في جانبه الأيمن, يراوغ ثم يقذف بقوة على طريقته المعتادة والحارس أونانا بالمرصاد بصعوبة (د 55). الحملات الهجومية للمحليين توالت وتعددت دون فعالية على غرار قذفة سليماني القوية التي ردها الحارس أونانا ولم يكن زملائه في الهجوم في المتابعة التي كانت قد تمنح التعادل "للخضر". وفي حدود الدقيقة 68, كادت الرواية تتكرر لمنتخب "الأسود الجموحة" الذي صنع فرصة سانحة, إثر فتحة يمينية نحو محور الدفاع والحارس مبولحي, أنقذ الموقف ببراعة على مرتين على طريقة حراس كرة اليد, أولا بصده رأسية تاوامبا ثم تسديدة هونغلا داخل منطقة ال18 متر. ورغم تحكم رفاق القائد محرز في الاستحواذ على الكرة خلال ربع الساعة الأخير, غير أنهم واجهوا جميع العوائق للوصول إلى شباك الفريق المنافس. وبعد نهاية وقائع اللقاء في وقته الرسمي بنتيجة (1-0) لصالح الكاميرون, توجه المنتخبين إلى الشوطين الإضافيين باعتبار تعادل النتيجة في ختام مقابلتي الذهاب والإياب (1-0 للجزائر في دوالا). وفي الدقيقة 99 من اللعب, نجم المنتخب الجزائري المدعوم بجماهيره الغفيرة, أخيرا في تسجيل هدف التعادل مطلع الشوط الإضافي الأول من طرف سليماني, وأمام دهشة الجزائريين الحكم غاساما يعاين تقنية الحكم المساعد ويقرر رفض الهدف. بعدها, كاد اسماعيل بن ناصر, أحسن عنصر فوق الميدان بتحييده عدة كرات كاميرونية في وسط الميدان, أن يعدل النتيجة بقذفة جميلة انبرى لها الحارس أونانا ببراعة. هذه الوضعية لم تثن من عزيمة المنتخب الوطني الذين واصل القتال إلى غاية بلوغ هدف التعادل برأسية محكمة من البديل أحمد توبة (د 119), ويضمن عبوره إلى المونديال. غير أنه في وقت الذي كان الجميع ينتظر تأهل الجزائر إلى الموعد القطري العالمي, نجح مهاجم نادي أولمبيك ليون, توكو ايكامبي (د 120+4), الذي وجد نفسه وحيدا دون رقابة داخل منطقة العمليات جراء نقص فادح للدفاع الجزائري, في توقيع هدف الانتصار وتأهيل بلاده إلى المونديال-2022.