يقال والعهدة على الراوي، أن:"العربي عربي ولو كان الكونونال بن داود "،ويعني به ذلك الضابط الجزائري الذي كان يشتغل في الجيش الفرنسي قبل الثورة،وقد تعرض يوما لمعاملة عنصرية من طرف قادته الفرنسيين،فلم يجد من الأمر بد إلا قوله تلك المقولة المشهورة التي ذهبت مثلا متداولا بين الناس..؟ وستبقى كذلك إلى يوم الدين،وهذا لأن الرجل شعر حقيقة بتمييز عنصري مقيت من قبل الإدارة الفرنسية رغم أنه ضابطا ساميا ويحمل الجنسية الفرنسية،ومع ذلك نظر إليه على أنه عربي جزائري أقل مرتبة وشرفا من الفرنسيين الأوروبيين..! هذا يذكرني أيضا ما أصبح وبات من حديث الناس ،وهو الذي قام به منذ أكثر من عشرية وزير الداخلية الفرنسي "بريس أورتفو"،حيث قال ضاحكا على "الجزائري" ورغم كونه يأكل الخنزير ويشرب الخمر"هذا لن يجدي على الإطلاق،إنه لا يناسب النموذج المثالي بالمرة مما يعني أن العربي عربي والفرنسي فرنس حتى ولو أندمج هذا الجزائري المعني بحديث الوزير العنصري في المجتمع الفرنسي الكاثوليكي العلماني وأصبح واحدا منهم، يؤدي طقوسهم وعاداتهم الاجتماعية والثقافية ويتكلم لغتهم..؟ وطبعا هذا الشيء عينه الذي يقوم به الكثير من أفراد جاليتنا التي تخلت نسبة كبيرة منها عن عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، ناهيك عن اللغة والدين الذي بات آخر اهتمامات جل الجيل الثاني والثالث وما بعده من المهاجرين.. ! إن هذه العنصرية اللفظية التي تعرض لها هذا الشاب الفرنسي وهو من أصل جزائري،تدل دلالة قاطعة أن فرنسا الرسمية مثلها مثل أحزابها ،فهي تكره المهاجرين حتى ولو كان يحملون جنسيتها ويتكلمون لغتها ويدين بدينها،فهذا شيء لا يكفي لكي ترضى عليك،وإن غرمته العدالة الفرنسية بمبلغ رمزي..؟ فمحكمة باريس حينها تستحق الثناء والتقدير على هذا الموقف القانوني المشرف الذي وضع النصاب في أماكنها وأرجع بعض الحق المعنوي لهذا الشاب المضطهد نفسيا على الأقل، ذنبه أنه من أصول جزائرية، ووالده ساهم في بناء فرنسا،التي أذلها هتلر واحتلها خلال أيام..؟!