يشارك المدير العام للإذاعة الجزائرية،محمد بغالي في أشغال الدورة ال31 للمؤتمر السنوي، والدورة ال30 للجمعية العامة للندوة الدائمة للوسائل السمعية البصرية المتوسطية " كوبيام"، التي تعقد في نابولي بإيطاليا تحت عنوان " الأجيال الجديدة والتربية الإعلامية: تعزيز الوعي والفكر النقدي لدى الشباب". ويأتي تنظيم هذا اللقاء السنوي برأي جميع المتدخلين في ظرف عالمي خاص، تطبعه كثرة الأزمات والتوترات في أكثر من منطقة في العالم، وهو ما يدعو بصورة ملحة ومستعجلة جميع الفاعلين في وسائل الإعلام المختلفة وخاصة منها السمعية البصرية العمومية في حوض المتوسط إلى تحمل مسؤولية أكبر في العمل بقوة على الترويج لقيم الحوار والفهم والإحترام المتبادل بين الحضارات والشعوب، والسلام، وترقية الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة، من أجل المساهمة في التطلع معا إلى بناء مستقبل مشترك وواعد تؤطره هذه القيم السامية التي تختص بها حضارات وأمم حوض المتوسط بضفتيه الشمالية والجنوبية. لذلك فإنه، وإلى جانب ضرورة المضي معا تنفيذ مسار من التعاون بين المؤسسات الإعلامية في هذا الحوض، ومع مؤسسات بقية العالم، في مجال ترقية القيم المهنية والتكوين خاصة في مجالات الرقمنة والتحول الرقمي، والإعلام الرقمي والشبكات، والتربية في وسائل الاعلام، من الملح برأي المتدخلين، تدعيم هذا المجهود المشترك بجرعات قوية من القيم الإنسانية والمهنية العالية التي تنهل من هذا الرصيد الحضاري المشترك، في تأطير أداء الاعلامين الفاعلين، وخاصة الأجيال الجديدة الشابة التي تبدو بحاجة أكبر إلى وعي أكبر وفهم أحسن لمختلف المعطيات المعقدة المحيطة بممارسة مهنة الإعلام، بالنظر إلى المنحى المقلق الذي يعرفه العالم من حروب وأزمات وتوترات، ومن تزايد لخطاب العنف والكراهية الذي يجد مجاله أكثر في شبكات التواصل الإجتماعي. وفي هذا الإتجاه ذهب المدير العام للاذاعة الجزائرية محمد بغالي خلال تدخله وفي لقاءاته مع مسؤولي أمانة الكوبيام، وكذا رؤساء الهيئات الإعلامية الأوربية المتوسطية المشاركة، عندما جدد التذكير والتأكيد على أهمية تفعيل هذه القيم الحضارية المشتركة في التكوين والتربية الإعلامية للشباب، وفي الخطاب الإعلامي، وبالوسائل والأشكال الصحفية التقتية والرقمية العصرية، لتفعيل تأثير هذه القيم الإنسانية النبيلة، و التأسيس لمستقبل مختلف، تحكمه قيم الفهم الصحيح للآخر، والمحبة، و السلام، والحوار الهاديء، والنظرة البناءة بين ضفتي المتوسط. وهي المبادىء والأفكار التي لاحظ السيد بغالي أن الجزائر مؤمنة بها وتعمل على إشاعتها في كل المناسبات والمنابر، مذكرا خاصة على سبيل المثال، بالأفكار القوية جدا في هذا الإتجاه، والتي كانت قد حملتها تدخلات ورسائل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قبل سنتين بمناسبة احتضان بلادنا لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، عندما جدد في أكثر من مناسبة دعوته لترقية قيم الحوار، والمحبة، والإحترام، والعيش المشترك، والثقة والتعاون، في حوض المتوسط وفي العالم كافة، وهذا ما تؤمن به الإذاعة الجزائرية والإعلام الجزائري بوجه عام. وبالعودة إلى أقوى المداخلات التي شهدتها الجلسة الإفتتاحية، تأسف الأمين العام ل"كوبيام" كلاوديو كابون على غياب فلسطين عن أشغال الجمعية العامة. وشكلت مداخلة الأستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت، الدكتور جاد مالكي، علامة فارقة في الندوة الافتتاحية، حين انتقد بشدة نفاق الإعلام الغربي في التعاطي مع الصراعات في العالم ومع قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. كما دعا إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية على توصيات ما يحدث في العالم، واستدل على ذلك بما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث تحاول وسائل الإعلام الأمريكية والغربية فرض رواية كاذبة مفادها أن مجازر الإحتلال الصهيوني ليست سوى دفاعا شرعيا عن النفس. وفي نفس الاتجاه تحدث الدكتور مالكي بإسهاب عن تجربته في تمكين عشرات الطلبة من جنسيات مختلفة من دورات تكوينية تمكنهم من إنتاج سلوكات مهنية مقاومة للهيمنة الأمريكية على روايات ما يحدث في العالم.