في محاولة لوقف انتشار الأنواع الغازية من البعوض الذي ينقل الملاريا، طورت شركة فكرة خلاقة ومبدعة عبر إطلاق عشرات الآلاف من البعوض المعدل وراثياً في جيبوتي مؤخراً. وفي فكرة غير مألوفة طورت شركة Oxitec، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها المملكة المتحدة، جيناً يقتل ذرية الإناث من البعوض قبل أن تصل إلى مرحلة النضج، لاسيما أن إناث البعوض هي التي تلدغ فقط وتنقل الملاريا والأمراض الفيروسية الأخرى. نشر بعوض لا يلدغ: فقد كشف غراي فراندسن، رئيس الشركة أنهم طوروا بعوضاً لا يلدغ ولا ينقل المرض، مشيراً إلى أنه عند إطلاق هذا البعوض الصديق فإنه يبحث عن إناث البعوض البرية ويتزاوج معها، بحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية. ويحمل البعوض المنتج في المختبر جيناً "ذاتي التحديد" يمنع ذرية البعوض من البقاء على قيد الحياة حتى مرحلة البلوغ عند التزاوج. فيما ينجو نسلها الذكور فقط، لكنهم سينقرضون في النهاية، وفقاً للعلماء الذين يقفون وراء المشروع. وأوضح فراندسن أنه لم يتم توثيق أي آثار سلبية على البيئة أو صحة الإنسان لأكثر من 10 سنوات بسبب هذه التقنية، حيث أطلق مطور الحلول البيولوجية مليار بعوضة معدلة. كما أضاف أنها غير سامة وغير مسببة للحساسية ومخصصة لأنواع محددة، لافتا إلى أنه لا توجد الجينات المعدلة وراثيا في لعاب البعوض، ووفقا لشركة أوكسيتيك، فحتى الشخص الذي يتعرض لعضة البعوض لن يتعرض لتأثيرات الجينات. تكنولوجيا ناجحة: وفي حال نجاح هذه التجربة، فإن التجارب الميدانية الأكبر حجماً والنشر التشغيلي النهائي للبعوض سيستمر حتى العام المقبل في البلاد. يشار إلى أنه تم استخدام تكنولوجيا مماثلة بنجاح في البرازيل وجزر كايمان وبنما والهند، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إنه تم إطلاق أكثر من مليار من هذا النوع من البعوض حول العالم منذ عام 2019. والملاريا مرض فتاك يقتل ما لا يقل عن 600 ألف شخص كل عام على مستوى العالم. وتحدث تسعة من كل عشر حالات وفاة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.