عبر، أمس، العديد من سكان بلدية بين الويدان، غربي سكيكدة، خاصة المتضررين، عن غضبهم و حشرتهم بسبب تماطل الجهات المعنية في التدخل لإخماد الحرائق المهولة، التي شهدتها مع نهاية الاسبوع المنصرم غابتي "احبال عليوش" و "لقداح" و أتت على أكثر من 200 هكتار من أشجار "الكاليتوس" والأحراش وحوالي 2000 شجرة زيتون فضلا عن عشرات خلايا النحل. السكان استاؤوا من تعامل السلطات المحلية مع هذه الحرائق المهولة ووصفوا تدخلات عناصر الحماية المدنية "بالبطيئة" كما اتهمها العديد من الفلاحين بالتقصير ونقص الإمكانيات، الأمر الذي عزز ، حسبهم ، من اتساع رقعة الحريق الذي أتى على الأخضر واليابس، مخلفا خسائر مادية معتبرة قدرتها مصالح مختصة بمئات الملايين من السنتيمات، كما تسبب في تسجيل العديد من الصدمات و الإغماءات في أوساط المواطنين، ومنهم النساء اللاتي انضممن إلى الرجال من أجل إطفاء الحرائق، ونجدة خلايا النحل حيث تم نقل بعضهن إلى مستشفى مدينة "تمالوس". هذا ولم يستطع السكان إطفاء الحريق أو السيطرة عليه لتمتد ألسنة النيران إلى الغابات المجاورة، وتأتي على حقول أخرى من أشجار البرتقال مخلفة خسائر مادية إضافية بعشرات الملايين من السنتيمات. هذه الحرائق المهولة كادت أن تودي بحياة بعض المواطنين، الذين نجو بأعجوبة من موت محقق وسط ألسنة النيران، بعدما داهمتهم النيران، مما أجبرالعشرات منهم على الإفطار بشرب كميات من المياه بعدما تردت أحوالهم بفعل الحر الشديد. المواطنون والفلاحون المتضررون لم يترددوا في توجيه أصابع الاتهام إلى مصالح الحماية المدنية، مصالح الغابات والبلدية، ، التي اتهموها بالتأخر والتقصير في أداء مهامها، حيث أنهم قاموا بإخبارها مع اندلاع الحريق، وقبل أن تتسع رقعته، غيرأن هذه المصالح تأخرت كثيرا، وبعدوصول عناصرها كانت مزودة بإمكانيات متواضعة جدا، حسب شهود يان. هذا وقد استمر الحريق الكبير الذي تسبب أيضا في هلاك المئات من الحيوانات التي سمع صوتها تحترق وسط النيران إلى ساعة متأخرة حيث كادت السنة النيران أن تأتي على العديد من الأكواخ والمنازل التابعة للمواطنين، الذين نجو بأعجوبة من هذه الحرائق التي وصل مداها إلى قرية " تاغراس" المجاورة. مواطنو المنطقة قرروا تقديم شكاوي رسمية إلى السلطات المختصة بخصوص الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم جراء هذا الحريق الأضخم من نوعه في تاريخ هذه المنطقة، الذي اعتبروه مدبرا وبفعل فاعل، مطالبين مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بفتح تحقيق في تداعياته والكشف عن أسبابه في القريب العاجل. مصالح الحماية المدنية التي اتصلت بهم " الراية" أكدوا لنا تدخلهم بأربع شاحنات إطفاء، و إنقاذهم ل 100 هكتار من الغابات و أربعة تجمعات سكنية، كما أن عملية إخماد الحريق دامت لمدة 11 ساعة.