في الوقت الذي ينشغل معظم أرباب العائلات الجزائرية بالدخول المدرسي وما له من تداعيات مالية على ميزانياتهم، تغزو شريحة أخرى من المجتمع شواطئ الساحل الجيجلي الفردوسي حيث أجواء العطلة الصيفية تعرف أشدها من جديد، بعد انقضاء شهر الصيام الكريم. ويبدو للوافد على مدينة جيجل بأن فصل الصيف لا يريد الانقضاء وأصبح أزلي بهذه المدينة التي تعج أزقتها و شوارعها يوميا بطوابير من سيارات المصطافين، التي تحمل ألواحا ترقيمية لمختلف ولايات الوطن و خارجه إضافة إلى الحشود المتوافدة باستمرار، هذه الأيام الأخيرة، على الشواطئ المترامية الأطراف تحت أشعة الشمس الذهبية. وتثير ظاهرة القنينات الفارغة والأكياس البلاستكية وكل ما يخلفه هؤلاء الوافدين سيما بشاطئ الكازينو، بمدينة جيجل، استياء السكان المحليين و انزعاجهم من هذا التصرف مع المحيط و متطلباته البيئية الواجب مراعاتها طيلة هذا الموسم الصاخب و الذي يبدو لهم و كأنه أبدي، بالنظر إلى التدفق التصاعدي للسياح هذا الموسم على المرافق السياحية المتواجدة، بمدينة جيجل. و على عكس ذلك، فخلال شهر رمضان المبارك كانت مدينة جيجل تبدو و كأنها مدينة أشباح على غرار سنوات اللأمن السائدة بسنوات تسعينيات القرن الماضي. و في هذا الصدد قال أحد السياح بعاصمة الكتاميين أن المدينة تتمتع اليوم، على غرار المدن الساحلية الأخرى بالأمن و توحي بالآمان. هناء و هدوء و صفاء و حميمية كلها رموز لمنطقة جيجل التي عانت الكثير في السنوات الماضية حيث من المستحيل أن تجد مرفقا أو محلا تجاريا شغالا إلى ساعة متأخرة من الليل على العكس اليوم حيث تجد حتى تجار المدينة تأقلموا مع الوجه السياحي الجديد لجيجل تلبية و خدمة لهذا التوافد المثير للسياح على هذه المدينة الفاتنة بجمالها الطبيعي الأخاذ. و أطلق هذه السنة السياح القادمين من ولايات الجنوب تحد من نوع خاص حيث واصل جلهم العطلة الصيفية، بمدينة جيجل، على الرغم ما شهده شهر الصيام وأيام العيد و ما عرفته من أزمة حادة في التموين ببعض المواد الغذائية الأساسية لاسيما مادة الخبز حيث عزف الخبازون على العمل خلال أيام العيد المبارك. و بعد انقضاء أيام العيد مباشرة، أصبحت من جديد كل المرافق السياحية و مرفقاتها ممتلئة عن آخرها و تودع حالة البطالة المعلنة خلال شهر رمضان فالازدحام هو بالأمر العادي و الطبيعي جدا أمام محلات الوجبات السريعة و المطاعم حيث تنبعث روائح أشهى الأطباق، التي يسبق صيتها سكان جيجل ذوي الصيت الرفيع في مجال الإطعام. و قال عدلان وهو شاب قادم من ولاية ألف قبة و قبة و الذي لم يبق له المكوث بهذه المنطقة سوى أسبوعا واحدا بأنه ينتهز فرصة إجازته لينهل بما طاب ولذ بمدينة جيجل و بحرها و هوائها المنعش و أجوائها الصاخبة.