أعلنت دوائر صحية متخصصة عن تسجيل 50 ألف حالة تسمم عقربي في ولايات الجنوب ما تسبّب في وفاة 77 شخصا، بشكل يؤشر على تعاظم خطر لسعات العقارب لا سيما بالمناطق الجافة والصحراوية خصوصا خلال فصل الصيف، تبعا لإحصائيات رسمية اطلعت عليها «السلام» أكّد الدكتور محمد واحدي أنّ الولايات الأكثر تضررا من التسممات العقربية هي: بسكرة، الجلفة، المسيلة، ورقلة، الوادي وأدرار، هذه الأخيرة سُجلت بها لوحدها أربعة آلاف حالة، في حين شهدت ولايات كل من باتنة والأغواط وتمنراست وتيارت والمدية والبيض والنعامة وغرداية تسجيل ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف حالة، بينما سجلت كل من بجاية وبشار والبويرة وتبسة وتلمسان وسطيف ومعسكر وإليزي وبرج بوعريريج وتسمسيلت وخنشلة وتيبازة وعين الدفلى، ما بين مائة وألف حالة إصابة بلسعات العقارب. وبحسب اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي، فإنّ التكفل بهذه الحالات يختلف من منطقة لأخرى حسب خطورة اللسعات ودرجة التسمم، ويفيد الدكتور محمد واحدي أنّ نسبة 95 بالمائة من هذه اللسعات هي بسيطة، بالمقابل، هناك نسبة 2.5 بالمائة من اللسعات معتدلة و2.5 بالمائة أخرى تمثل خطورة على المصابين، في وقت يتطلب العلاج سواء كانت الإصابة بسيطة أو معتدلة، المكوث بالمستشفى لمدة ست ساعات، كما تستدعي هذه الحالات الرقابة العيادية. واعتبر الدكتور وحدي أن الحالات الحادة والخطيرة تستدعي الاستشفاء بمصلحة الإنعاش وتخضع للعناية المركزة لمدة ثلاثة أيام، مضيفا أنّ تكلفة العلاج بالنسبة للحالات البسيطة تقدر ب 650 دينار للحقنة الواحدة يتكفل بها المركز الصحي، في حين تصل تكلفة اللسعات المعتدلة 1800 دج للحقنة الواحدة، أما الحالات الخطيرة فيصل مبلغ الحقنة الواحدة 15 ألف دج تضاف كلها إلى مصاريف الاستشفاء. ولمواجهة اتساع خطر التسمم العقربي في الجزائر، اهتدى سكان مدينة الوادي إلى طريقة جديدة تحميهم من لسعات العقارب المنتشرة جنوب البلاد، وذلك باستعمال القنافذ باعتبارها تنتمي إلى الحيوانات من فصيلة الشوكيات التي تتغذى على مختلف الحشرات السامة، وقام هؤلاء بتوظيف طريقة تقليدية متوارثة لمكافحة التسمم العقربي باستعمال حيوان القنفذ للقضاء على حشرة العقرب السامة وهي الطريقة المنتشرة بكثرة بالمناطق الريفية والنائية، وأعطت هذه الطريقة نتائج ملموسة وجد مشجعة، علما أنّ المناطق الصحراوية تشهد خلال فصلي الصيف والخريف اجتياحا خطيرا للحشرات السامة، سيما العقارب التي تعتبر الأكثر انتشارا هناك. ويقول الشيخ عبد الباقي أحد كبار مربي القنافذ بولاية الجلفة، أنّه اقتنع بمبدأ (الوقاية خير من العلاج)، لذا لم يتردد في توظيف القنافذ رغم خطورتها، لكونها تلتهم الزواحف والحشرات السامة كالعقارب والأفاعي، مع وضعها في بقعة محدودة لتفادي مخاطرها المتعددة، ويتضرر قاطنو المناطق الجنوبية أكثر من الشمالية، تبعا للمصاعب الجمة التي تعترض سبيل قطاع من المصابين بالتسمم العقربي وإقامتهم في مناطق معزولة على غرار البدو الرحل، وغالبا ما يرحل هؤلاء عن هذا العالم قبيل إيصالهم إلى المستشفيات نظرا لصعوبة المسالك وبُعد المسافات.