تشهد مدينة الوادي وضواحيها خاصة بالقرى النائية مع حلول كل فصل صيف اجتياحا خطيرا للحشرات السامة سيما منها العقرب الذي يعتبر - كما هو معروف - من الحشرات السامة الأكثر انتشارا في مثل هذه المناطق الصحراوية. ومن بين الطرق التقليدية المتوارثة لمكافحة التسمم العقربي حسب ما ورد في وكالة الأنباء الجزائرية استعمال حيوان القنفذ للقضاء على العقارب السامة وهي الطريقة المنتشرة بكثرة في المناطق الريفية والنائية من ولاية الوادي وتعطي نتائج جد ملموسة حسب أحد فلاحي منطقة "الخبنة" شرق مدينة الوادي. ويلجأ سكان هذه المناطق إلى تربية حيوان القنفذ بسكناتهم باعتباره يلتهم الزواحف والحشرات السامة كالعقارب والأفاعي وعادة ما يضعونه في بقعة محدودة لتفادي مخاطره المتعددة، ذلك أنه ينتمي إلى الحيوانات من فصيلة الشوكيات التي تتغذى على هذه الحشرات السامة. وعلى الرغم من الانتشار الواسع للمواد الكيماوية المخصصة لمكافحة العقرب وغيرها من الزواحف والحشرات الضارة إلا أن سكان هذه المناطق الريفية والقرى الفلاحية النائية يفضلون استعمال هذه الطريقة التقليدية لاجتناب الأخطار الناجمة من المكافحة الكيمائية وما تتطلبه من تكلفة مالية. ويرى الكثير من هواة تربية واقتناء الحيوانات الأليفة في القنفذ مميزات خاصة تجعل منه كائنا فريدا ينتمي إلى فصيلة من الحيوانات الثديية يطلق عليها " شوكيات "، وهو يتميز بفراء مغطى بأشواك صلبة ويبلغ طوله عادة 25 سنتيمترا، كما تتدرج ألوانه من الأسمر المائل للاصفرار إلى الأسود الداكن، وهو يعيش ست سنوات تقريبا وينتمي إلى آكلات الحشرات وصغار الفئران وبيض الطيور المتواجد على الأرض، وهو حيوان ليلي النشاط من الممكن أن يصبح أليفا إلا أن هذه الصفة ليست شائعة لديه بسبب أشواكه وعدم الاهتمام به. واستنادا إلى دراسات علمية فإن نشاط هذا الحيوان يبدأ مع حلول الليل وهي الفترة التي يكثر فيها انتشار الحشرات والزواحف ومن بينها العقارب، حيث يقوم باصطياد هذه الحشرات بطريقة شرسة فكان بذلك القنفذ خاصة بالنسبة لهؤلاء السكان وفي مقدمتهم البدو الرحل أحسن وسيلة لمكافحة خطر العقرب. ويذكر من جهته أحد الأطباء البياطرة بولاية الوادي والذي أعد مؤخرا دراسة علمية عن هذه الوسيلة البيولوجية المستعملة لمكافحة خطر العقارب، بأنه وبناء على الخبرة الحياتية لسكان الصحراء فإنها تعد أنجع طريقة للقضاء "نسبيا" على هذه الحشرة التي غدت هاجسا يؤرق حياة سكان مناطق الجنوب. ويقول الحاج " لخضر" البالغ 75 سنة والذي يقطن بإحدى القرى الفلاحية بالجهة الجنوبية للولاية "إنه قضى فترة طويلة من عمره وهو لم يعرف اللسع العقربي، لأنه اعتمد على تربية العديد من القنافذ بمنزله المتواضع، حيث سمحت له هذه الطريقة في مكافحة العقرب وحماية أبنائه من التسمم العقربي.