أسفر تفجير إرهابي فجر أمس بورقلة، عن وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين، واستهدف الهجوم مقر القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني الكائن بوسط مدينة ورقلة، في حادث يعد الثاني من نوعه جنوبالجزائر. ووفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن الاعتداء حدث بوسط مدينة ورقلة على الساعة الرابعة والنصف صباحا، باستخدام سيارة مفخخة حاول سائقها اقتحام المدخل الرئيسي لمبنى القيادة الجهوية للدرك. وأوضح ذات البيان أنه وأمام الرد السريع لرجال الدرك اصطدمت مركبة الانتحاري بالحواجز الموضوعة في المدخل ثم انفجارها، وتسبب الإنفجار في مقتل دركي برتبة ملازم أول وجرح ثلاثة آخرين، فضلا عن أضرار مادية بمركز المراقبة للمدخل، إلى جانب تضرر طفيف لبعض البنايات المجاورة له. وسارعت مختلف المصالح المختصة إلى عين المكان، لتقديم المساعدة الضرورية للجرحى وباشرت في فتح تحقيق لكشف ملابسات هذه الجريمة. إلى ذلك، كشف مصدر مقرب من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا بمدينة غاو بإقليم أزواد مسؤولية الحركة عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف فجر أمس مقر القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بورقلة. وأكد المصدر الذي تحدث أمس باسم حركة الجهاد والتوحيد لوكالة نواكشوط للأنباء الموريتانية وقوف الحركة وراء هذا التفجير، وللإشارة كانت الحركة الإرهابية ذاتها قد أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي استهدف قيادة الدرك الوطني في تمنراست بالجزائر قبل أشهر عن طريق تفجير انتحاري مماثل. وللتذكير فإن حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا هي المسؤولة عن عملية اختطاف القنصل الجزائري وستة دبلوماسيين في مدينة غاو شمال مالي، هذا كما سبق للحركة وأن نفذت عملية اختطاف استهدفت ثلاثة غربيين في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تندوف جنوبالجزائر. صدمة وهلع وسط سكان ورقلة آثار دمار كبيرة تنبئ بتعبئة كلية للسيارة المفخخة محمد. ع أصيب سكان ورڤلة بقدر غير قليل من الصدمة والهلع إثر انفجار الأمس، ووقفت «السلام» عند أثار أو موقع الحادثة حيث انهارت البوابة الرئيسية كلية وهي بوابة ضخمة مبنية بالإسمنت المسلح، بالإضافة لانهيار البوابة العسكرية المقابلة لموقع الإنفجار، ناهيك عن تضرر أجزاء كبيرة جدا من مقر القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني على دائرة كبيرة يزيد قطرها ومساحتها عن 500 متر على الأقل، وهو ما ينبئ بتحميل كلي للسيارة المفخخة المستخدمة وهي من نوع تيوتا هيلوكس لم تحدد هويتها بعد. الدرك والأمن الوطنيان يعاينان مسرح الجريمة وقف قادة الدرك للناحية العسكرية الرابعة وكل من مدير المعهد الوطني للأدلة الجنائية، ومجموعة معتبرة من إطارات الناحية العسكرية الرابعة ومخابر البحث والتحري وفصائل في علم المتفجرات والحرائق، بالإضافة إلى فرق مختلفة للشرطة العلمية للدرك الوطني على مسرح الجريمة لمعاينة الأضرار والوقوف عند الأدلة المتحصل عليها، بما فيها جثة الجاني وآثار من المياه وقطعة السلاح المسترجعة وذخيرتها، وكذا بعض الآثار التي كانت بحوزة الجاني. مباشرة تحديد هوية الانتحاري هذا وأكد كرود عبد الحميد المكلف بالإعلام على مستوى جهاز الدرك الوطني في تصريح خاص به «السلام»، على أن هوية الإنتحاري سيتم الكشف عنها في غضون الساعات القليلة القادمة، وذلك بفعل توفر كافة الأدلة المطلوبة ونزول فرق من الخبراء والمختصين في علم البيولوجيا والأدلة الجنائية خصيصا لهذا الغرض، في حين لم يتم التعرف بعد على هوية السيارة المتفجرة بفعل تعرض محركها لأضرار بالغة بسبب قوة الإنفجار. دوي الإنفجار تم سماعه على بعد 15 كلم تم سماع دوي الانفجار في قرية بالمنديل الواقعة على بعد زهاء 15 كيلومترا عن عاصمة الولاية، في حين تمت مشاهدة أعمدة الدخان من نفس القرية النائية، وهو ما ينبئ بضخامة حجم كمية ال «تي أن تي» التي استخدمت في تفجير السيارة.