عرفت حدائق التسلية والترفيه إقبالا كبيرا من طرف العائلات الراغبة في الترويح عن أطفالها من خلال مختلف الألعاب الترفيهية المتواجدة بتلك الحدائق، وهي الفرصة التي يعرف الكثير من الباعة كيف يستغلونها بالرفع من أسعار الوجبات، ما حال دون استمتاع أصحاب الدخل المحدود. في الوقت الذي يزيد إقبال بعض الأسر على شواطئ البحر، فضّلت عائلات أخرى اصطحاب أطفالها لحدائق التسلية التي تفتح لهم المجال للإستمتاع بتلك الألعاب المتنوعة التي تحويها. حديقة "دريم بارك" المتواجدة بقصر المعارض بضواحي العاصمة، فتحت أبوابها لتكون من بين أهم الحدائق التي تقصدها العائلات بكثرة عليها خاصة أنها تضم أعداد كبيرة من الألعاب المتنوعة، وكذا بعض الخيمات الصحراوية التي صارت الفضاء المفضّل للصغار والكبار اللذين يستمتعون بالجلوس بها والاستئناس بالموسيقى التي تعزفها الفرق التي تنشّط تلك الجلسات، ليجعلك ذلك الديكور الصحراوي تشعر وكأنك بأحد المناطق الصحراوية، خاصة إذا طلبت فنجانا من الشاي الصحراوي. الشخصيات المقلدة لأبطال الرسوم متحركة المعروفة ب "والت ديزني" هي أكثر ما يجذب الأطفال ويثير ضحكاتهم إلى درجة تجعلهم ينسون الزمن ويفضلون المكوث في تلك الفضاءات واستغلال كل لحظة في الاستمتاع بالألعاب التي تدخل البهجة والفرحة على تلك الوجوه البريئة التي تتعلق بكل ما تشاهده في المكان. أولياء الأمور بدورهم استحسنوا مثل هذه الفضاءات ويطلبون المزيد منها، إلاّ أنّ كثرة طلبات الأطفال من جهة وارتفاع الأسعار من جهة ثانية هو ما دفع ببعض الأسر المحدودة الدخل إلى العزوف عن التردّد على بعض الأمكنة وإن كانت قريبا من مقر إقامتهم. استغّل بعض الباعة التوافد الكبير للأسر وحاجتهم لتناول بعض الوجبات، وكذا إلحاح الأطفال على اللعب والحلويات، ليرفعوا من أسعارها أضعافا مضاعفة، مما هي عليه خارج ذلك المكان، مما أدّى بالبعض إلى عدم تناولهم لأي وجبة وعدم اكتمال متعتهم، حسبما ما أكده لنا بعض الأفراد ممن التقينا بهم خلال جولة استطلاعية في المكان. بهذا الشأن، تقول إحدى الأمهات أن أطفالها لم يتناولوا أي وجبة بهذه الحديقة نظرا للأسعار الملتهبة التي تعرفها "سندويتشات" بسيطة، فقطعة خبز مع بعض شرائح الدجاج وصل إلى 400 دينار، فيما لا يتعدى سعرها خارجا على أكثر تقدير 200 دينار، الأمر لم يقتصر على الأكلات بل تعداها حتى للماء فقارورة صغيرة منه تجاوزت 40 دينارا، وفي السياق ذاته تقول المتحدثة أنه ولولا حاجة أطفالها للارتواء مع ارتفاع درجة الحرارة لما اشترت قارورة ماء بذلك السعر. وفي الصدد نفسه، عبّر بعض المواطنين عن سخطهم بسبب منع الحراس للعائلات المتوافدة عل كثير من الحدائق عن إدخال الأكل معهم ما يعني تكبّدهم مصاريف عالية للترويح عن أنفسهم، يقول "كريم" معلقا عن هذا الجانب: "حتى لو ندفع ثمن الجلوس في الحديقة ولكن سنضطر لإخراج المال لسبب أو لآخر".