علمت «السلام» من مصادر حسنة الإطلاع أنّ عقلاء جبهة القوى الاشتراكية، بدأوا مبادرة رأب الصدع داخل بيت الأفافاس، ويسعى هؤلاء إلى إصلاح ذات البين بين كل من كريم طابو السكرتير الأول السابق المغضوب عليه وعلي العسكري السكرتير الحالي للحزب، ويأتي هذا الحراك أشهرا قبيل المؤتمر الوطني المزمع في أكتوبر القادم . وأرجعت مصادر «السلام» خطوة عقلاء الأفافاس الذين يتواجد بينهم العديد من المؤسسين الأوائل للحزب، إلى تخوف هؤلاء العقلاء على مستقبل حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي عرف عدة انتكاسات متعاقبة بدايتها كانت سنة 2002، عندما قاطعت الانتخابات التشريعية وتبعتها انتكاسة 2007 بسبب عدم خوضها غمار الاستحقاق ذاته، ما تسبب في نزيف داخلي لتشكيلتها السياسية، خصوصا وأن مناضليها التحقوا بتشكيلات سياسية ترشحوا فيها وفي قوائم حرة أيضا، وأشارت مصادرنا إلى أن العقلاء ينتظرون رد حسين آيت أحمد الزعيم الروحي للأفافاس، فيما يخص مبادرتهم قبل تفعيلها ميدانيا والاتصال بالأطراف المعنية. من جانبه قال شافع بوعيش الناطق باسم جبهة القوى الاشتراكية في تصريحات خاصة ب»السلام»، بأن القيادة الحالية للأفافاس لم تسمع بمبادرة المصالحة فضلا عن كونها لم تتلق أي اتصال من أي جهة، مستبعدا أي اتفاق بين تشكيلته السياسية وكريم طابو السكرتير الأول السابق والأعضاء المساندين له، تاركا مفاتيح حل القضية للجنة الوساطة وحل النزاعات المنبثقة عن المجلس الوطني للحزب، التي ستبت في وضعية المغضوب عليه والتواجد بحسبه في حالة انضباطية خلال الأسبوع القادم. كما ربط بوعيش عملية استدعاء طابو للمثول أمام لجنة الانضباط بخروقاته التي ارتكبها خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات العاشر ماي، والتي يتصدرها برأيه وعدم قيامه بالحملة الانتخابية بالرغم من ترشحه في المرتبة الثانية عن قائمة ولاية تيزي وزو، متبوعة بعدم تقديمه لمختلف التقارير عن العهدة التي ترأس فيها الأمانة العامة للحزب والممتدة من 2007 إلى 2011 وبالأخص ما تعلق بالتقارير المالية، علاوة عن تشكيله لجماعة أشرار التي اجتمعت في خارج إطار الحزب، بالإضافة إلى تصريحاته للصحافة التي يعاقب عليها وفقا للقانون الأساسي للحزب الذي وضعه بدوره في مؤتمر 2007. بدوره أكد كريم طابو بأنه لم يتلق أي اتصال بشأن مسعى الإصلاح الذي يقوده عقلاء جبهة القوى الاشتراكية، موضحا بأن صراعه الحالي مع قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية، يتعلق بتغير الخط السياسي للحزب المحسوب على المعارضة، مضيفا «هناك انحراف سياسي منتهج من قبل الأمانة العامة للأفافاس استغربه حتى الرأي العام»، مبديا رغبته في إعادة مقعده النيابي في حال التزام القيادة الحالية بنفس الخطوة.