دفعت الخلافات السياسية داخل جبهة القوى الاشتراكية القيادة الحالية للحزب الى انتهاج نفس سياسية الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، في تحضير أشغال المجلس الوطني للافافاس الذي سينعقد يومي 22 و 23 جوان الجاري بالعاصمة. وفي هذا السياق استثنت الأمانة الوطنية للأفافاس عدد من اطارات الحزب الذي شقوا عصى الطاعة على قيادة الحزب، واتهموها بالمتاجرة بتاريخ والإرث النضالي العريق للأفافاس، مقابل مقاعد ليست مستحقة على حد تعبيرهم، ولم توجه قيادة الحزب لهؤلاء استدعاءات لحضور اشغال الدورة العادية للمجلس الوطني المقررة يومي 22 و 23 جوان الجاري، المخصصة لتقييم الانتخابات التشريعية والفصل في المسائل التنظيمية والانضباطية، وعلى رأس المقصيين السكرتير الاول السابق للحزب، كريم طابو، والأمين الفدرالي السابق لفيدرالية الحزب بولاية بجاية، فريد خالف، وكذا الممثل الرسمي للحزب في الخارج سمير بوعكوير. وبرر أحد اطارات المجلس الوطني للحزب، شدد على عدم كشف هويته في تصريح ل"الشروق" خطوة الأمانة الوطنية للأفافاس، بقوله "الأعضاء المجمدة عضويتهم مقصيون آليا من حضور جميع نشطات الحزب، وبالتالي لم توجه السكريتارية الوطنية دعوات لهؤلاء المقصيين''. وأفاد المصدر ذاته أن المجلس الوطني للافافاس سيركز في أول دورة له بعد التشريعيات التي حصل فيها الحزب على 27 مقعدا، 6 منها بقرار من المجلس الدستوري، على السجال الداخلي الذي يشهده الحزب منذ تاريخ الاعلان عن المشاركة في التشريعات الأخيرة، كما سيركز النقاش بدرجة أكبر على قضية إقصاء السكرتير الوطني الأول، كريم طابو، رفقة عدد من اطارات الحزب، الذين اتهموا القيادة الحالية بالعمل على تكسير الأفافاس من خلال الانحراف عن المسار التاريخي للحزب، وأضاف نفس المصدر أن القيادة عازمة على تأكيد العقوبات المسلطة على بعض اطارات الحزب. كما سيناقش المجلس الوطني للأفافاس بحسب المصدر ذاته، مسألة هياكل المجلس الشعبي الوطني، والمشاركة في الحكومة المقبلة، رغم تأكيد الامين الوطني الاول علي العسكري عكس ذلك، الى جانب ملف الانتخابات المحلية المقبلة، وأشار المصدر الى امكانية اعلان مشاركة الحزب في المحليات المقبلة خلال هذه الدورة، ووضع ورقة طريق لهذا الاستحقاق. وحاولت "الشروق" الاتصال لمرات عديدة بمسؤولي جبهة القوى الاشتراكية لمعرفة تفاصيل الاجتماع، وجدول أعماله، وعلى رأسهم الأمين الوطني المكلف بالاتصال شافع بوعيش، إلا انه وعدنا بالاتصال بنا لاحقا دون ان يفي بوعده.