شكلت أكوام النفايات المتناثرة على مستوى الطريق المزدوج من الجهتين لحي المنظر الجميل التابع لبلدية القبة بالعاصمة، انزعاج شديد لدى سكان الحي نتيجة للفوضى العارمة التي أحدثها أصحاب محلات البيع بالجملة بالمكان المذكور سلفا، بسبب غياب كلي للرقابة من طرف السلطات المحلية من جهة، وغياب التوعية الثقافية لدى المتسببين من جهة أخرى. أدى الوضع المذكور إلى إتلاف المنظر الجمالي للمنطقة وبشكل ناقض ماهية الحي المذكور، وحسب ما أكده العديد من أصحاب النقل و أبناء الحي وغيرهم ل»السلام»، فإنّ النفايات أصبحت ظاهرة العصر تحت عنوان «إيكولوجية التلوث مصدرها النفايات»، أين يتم وضع هذه الأخيرة بالأرصفة وعلى حواف الطريق من طرف أصحاب محلات البيع بالجملة الموجودين بهذا الحي، وهذا بسبب غياب عامل الرقابة من قبل المصالح المحلية لبلدية القبة، الأمر الذي جعلهم يتمادون بالاستمرار في هذا السلوك المعادي لقيم الإنسانية، وهذا ما ساعد في ارتفاع درجة التلوث على مستوى المحيط والجو، ناهيك عن النتائج السلبية والمضرة التي يلحقها الهواء المنبعث منها على صحة قاطني المنطقة ومستعملي الطريق على حد سواء. كما أصبح المكان بمثابة مفرغة عمومية يشترك فيها كل من هؤلاء الباعة بالجملة وحتى السكان، وهذا ما زاد من انتشار الظاهرة حسب المتحدثين -، وهو الرمي العشوائي للقاطنين بالحي لنفاياتهم المنزلية، موضحين في ذات السياق بأن استفحال ظاهرة انتشار وتوسع النفايات ب «المنظر الجميل» باتت تتزايد مع ارتفاع عدد المحلات الخاصة لبائعي الجملة التي تنتشر كالذباب وسط مستنقعات متعفنة. من جهة أخرى، تحدث أصحاب المركبات أن الإزدحام المروري وراء عملية الاكتظاظ التي تستغرق ساعات طويلة دون فك حصار الاختناق، خاصة ما تحدثه الشاحنات التي تتوقف بالقرب منها وتؤدي إلى عرقلة حركة المرور من هذه الجهة نظرا لضيق الطريق، وهو ما ينعكس بالسلب على العمال، وكذا في أوقات الدراسة للتلاميذ نتيجة التأخر عن الموعد لبداية مهامهم سواء عمل أو دراسة. يُذكر أنّ ركن القاذورات المنزلية وبقايا نفايات المحلات التجارية يتم بوسط الطريق بحي المنظر الجميل، وعلى الأرصفة، جراء الرمي العشوائي لها دون تنظيم في سير عملية التنظيم والسلامة الصحية والبدنية وكذا جمالية المحيط ونقائه. ولقد سجلت عدة انتهاكات لحرمة الطريق والرصيف التي ألبسها فريق من السكان ديكورا قبيحا دون الاكتراث بالنتائج الوخيمة، وما زاد الوضع سوءا هو علم المسؤولين بالأمر، وسط صمت المعنيين وبقائهم بحسب السكان مكتوفي الأيدي. وفي حديث «السلام» مع السكان، أكد هؤلاء أنّ النفايات المتجمعة بالأرصفة في وسط الطريق هي من عمل سكان الأحياء وأصحاب المحلات السابقين الذكر الذين لم يجدون مكانا أخر لرمي النفايات وعدو توفر حاويات لوضع النفايات. وأفاد السكان أنّ تفاقم مشكلة النفايات زاد من تفشي الحشرات السامة والروائح الكريهة التي أضحت مصدر إزعاج لهم، ناهيك عن الأمراض التي تنجر عنها والتي تعرض حياة القاطنين للإصابة بأوبئة عدة. ومن جهة أخرى، أعربوا عن تذمرهم الشديد من السلطات المحلية التي لا تهتم بالمواطن ولا تكترث بخطورة الوضع من تفاقم النفايات وما انتهكته من حرمة الطريق، وبهذا الصدد يجدد هؤلاء المتضررون ندائهم إلى الجهات المعنية بضرورة تدخلهم لفك خنق الحصار الذي يتخبطون فيه، حتى لا تقع أية حوادث فيصبحون في خبر كان.