الزائر لحي «أنار أملال» في بلدية تيزي وزو والذي يبعد عن وسط المدينة بحوالي 2 كلم لا يحتاج لإشارات أو لافتات لبلوغ المكان، بل يكفي أن يرى أكوام النفايات المتراكمة والمنتشرة عند مدخل الحي ليعرف بأنه وجد العنوان، هذه الأوساخ التي أصبحت تملأ ساحة الحي والتي من المفروض أن تكون مساحة خضراء يطل عليها سكان البنايات والعمارات المجاورة له وتوفّر المنظر الجميل للطبيعة وروائح الورود، لكن العكس هو الصحيح. حيث وبسبب غياب حاويات رمي القمامة تتراكم أكياس النفايات والأوساخ كل يوم بالمنطقة التي أتت على كل ركن من أركان الحي وعلى طول الطريق ما حوّله إلى شبه مفرغة عمومية عشوائية عملت على استقطاب الحشرات المتنوعة، خاصة السامة منها، كما أصبحت ملجأ للكلاب والقطط الضالة، وفي فصل الصيف المعروف بحرارته الشديدة يمكن تخيل الوضع الذي من شأنه أن يزيد من انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة مثل الحساسية والربو وأمراض الجلد المختلفة من خلال هذه الحشرات والروائح الكريهة والأوساخ نظرا لتماطل أعوان مصلحة النظافة الذين كلفوا بهذه المهمة في تأدية واجبهم المتعلق بتنظيف الحي من النفايات والأوساخ، وبالنظر إلى الانزعاج البالغ جراء تراكم أكياس القمامة أمام سكنات المواطنين ومداخل العمارات يلجأ هؤلاء إلى حرقها للتخلص من روائحها الكريهة التي عبأت المكان والتي تسد الأنفاس، ومن أكثر المشاكل التي تؤرقهم انتشار البعوض الذي غزا منازلهم، إذ عجزوا في التخلص منه نتيجة كثرته، خاصة في فصل الصيف بالإضافة إلى الإنتشار المذهل للجرذان التي تقصد تلك الأكوام الهائلة الممزوجة والمتكونة من بقايا مواد البناء والقمامة والنفايات المنزلية ما جعل رائحتها الكريهة تنتشر على بعد عدة أمتار، سكان الحي عبروا عن إستيائهم الشديد من ضعف المجهودات التي تبذلها السلطات المحلية في إطار المحافظة على محيط نظيف لجميع الأحياء، ومن جهة أخرى يساهم بعض المواطنين القاطنين بالحي في تلويث الحي عن طريق الرمي العشوائي لمخلفاتهم المنزلية بالإضافة إلى تجار الجملة المنتشرين بكثرة في هذه الجهة الذين يرمون بعلب الكرطون ومختلف المواد الغذائية التي انتهت صلاحيتها بالإضافة إلى الأكياس التي تتطاير في كل مكان بمجرد هبوب الرياح، وهو الأمر الذي زاد من تفاقم الوضع وخطورته وسبب كارثة بيئية تخلق مشاكل صحية للسكان بسبب التدهور الكبير الذي طال كل أرجاء الحي، حيث يطالب في هذا السياق قاطنوه المصالح التقنية بتنظيفه وتخليصهم من المعاناة اليومية التي يتكبدونها نتيجة الأوساخالتي شوهت المنظر الجمالي للحي.