يشكّل قطاع التشغيل نقطة سوداء في ولاية أدرار، رغم أنّ الأخيرة تزخر بعديد الحقول البترولية، إلاّ أنّ الأخيرة لا تعني شيئا لأبناء هذه المنطقة الجنوبية التي يقارب عدد سكانها نصف مليون شخص يتوزعون على 11 دائرة و28 بلدية و296 قرية صغيرة. ظلّت الفلاحة التقليدية المصدر الأساسي لمعظم سكان المنطقة، قبل أن تدخل ما صار يُعرف ب«الفلاحة العصرية” على الخط، وكان ينتظر من الأخيرة أن تستوعب آلاف العاطلين وترقى بآلة الإنتاج، لكن العكس هو الذي حصل فلا يزال العديد من الشباب يبحث عن العمل وسط بطالة قاهرة. ومع اكتشاف حقول النفط والغاز بمنطقة بلدية اسبع على بعد 45 كلم شمال الولاية اعتقد العديد من سكان أدرار، أنّ المعاناة ستخفف حدتها، حيث توقع الجميع أن يقترن قدوم شركات أمريكية وصينية وأوروبية بتوفير مناصب عمل كثيرة في مختلف التخصصات، غير أنّ هذا الأمل تلاشى مع الوقت، حيث تجاهلت تلك الشركات توظيف شباب أدرار، واعتمدت بشكل شبه كلي على العمال الأجانب وشباب الولايات الأخرى تحت مختلف الحجج لعل أهمها عدم وجود يد عاملة مؤهلة. وحسب احصائيات مكتب اليد العاملة، فإنّ عدد كل الأدراريين الذين تم توظيفهم في مختلف هذه الشركات لم يتعد الخمسمائة، وهو رقم بسيط جدا لا يلبي حاجيات طالبي العمل الذين زاد عددهم في السنة الماضية لوحدها عن 26 ألف شخص. طلبات العمل تفوق 10 مرات عروض العمل إذا كانت نسبة البطالة حسب الجهات الرسمية لا تتعدى نسبة 11 بالمائة بولاية أدرار، فإنّ واقع الحال يؤكد أنّ طلبات العمل سنة 2011 لوحدها بلغت 26015 طلب، منهم 3027 بدون مستوى و6308 مستوى جامعي والباقي من مستويات الابتدائي والمتوسط والثانوي، بينهم 7891 إناث و18124 ذكور. ولا تزال عروض العمل قليلة جدا، إذ بلغت 2705 عرض منها 1794 عرض من القطاع العام و888 عرض من القطاع الخاص، و23 عرضا من قطاع أجنبي، ووسط ضعف وقلة عروض العمل، جرى توظيف 2095 شخص، في حين ضاع 610 منصب متبقية لأسباب مختلفة. إلى ذلك، مست عقود الإدماج 12387 شاب منهم 6490 إناث و5897 ذكور، وبالنظر إلى عدد طلبات العمل التي تفوق عدد مناصب عروض العمل بعشر مرات، يتضح أنّ إسهام البرنامج المذكور يظل محدودا، حتى وإن خفف من حدته بصفة مؤقتة. مجهود كبير من لونساج ..يساوي الصفر! ينتقد كثيرون أداء وكالة دعم وتشغيل الشباب بولاية أدرار، رغم أنّه يُفترض أنّها جاءت للتكفل بانشغالات الشباب العاطلين عن العمل من خلال مساعدتهم على إنشاء المؤسسات المختلفة، وبلغة الأرقام استقبل فرع الوكالة بأدرار 1143 ملف ومشروع استحداث مؤسسات، تم قبول 938 مشروع منها، في حين تم رفض ملف واحد فقط وهو ما يعكس المجهود المبذول من طرف القائمين على الوكالة. وسمحت هذه المشاريع بتوفير 991 منصب عمل منها 917 منصب في الفردي و74 منصبا في الثنائي، في حين قامت الوكالة بتنظيم تكوينات قصيرة المدى لفائدة 239 شاب من خلال 7 دورات تكوينية، وفي وقت يفوق عدد شباب الطالبين للعمل في العام الواحد 26 ألف طلب، لم يصل ما وفرته الوكالة الألف منصب، ما يجعل شباب المنطقة يجزمون بصفرية أداء الوكالة، على نحو زاد بطريقته الخاصة في تفاقم شدة البطالة المتفشية حدا في أوساط الشباب الأدراري.