دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس الاثنين، دول المغرب العربي، ليبيا وتونسوالجزائر والمغرب وموريتانيا، إلى "تطوير مجهود إقليمي قوي لمجابهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وللتأكد من عدم امتلاك (التنظيم) قاعدة يشن انطلاقا منها عمليات إرهابية في المنطقة أو في أجزاء أخرى من العالم".وأعلن بانيتا خلال زيارته الاثنين إلى تونس استعداد واشنطن لمساعدة الجيش التونسي على تطوير قدراته العملياتية والاستخباراتية للتصدي لتنظيم القاعدة مشيرا إلى أنه يؤيد رفع مثل هذا التعاون مع دول المغرب العربي.وأجرى وزير الدفاع الأميركي محادثات مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي.كما زار المقبرة العسكرية الأميركية بالعاصمة تونس التي دفن فيها 2841 عسكريا أميركيا قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.وهذه أول زيارة يؤديها وزير دفاع أميركي إلى تونس منذ الإطاحة في 14 جانفي 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.وخلال زيارته إلى المقبرة الأميركية، قال بانيتا للصحافيين إنه "مسرور لبدء حوار (مع المسؤولين التونسيين) حول تعميق تعاوننا في قضايا ذات اهتمام مشترك (مثل) مكافحة التطرف العنيف والإرهاب".وتابع "هناك مجالات معينة يمكن أن نساعد فيها (التونسيين) على تطوير نوعية العمليات والاستخبارات التي تساعدهم بشكل فعال في التصدي لتهديد" تنظيم القاعدة.وأضاف أن واشنطن مستعدة أيضا لمساعدة الجيش التونسي على المستوى "المؤسساتي" (دعم وسائل التخطيط والممارسات الجيدة) مثنيا على "الدور الإيجابي" الذي لعبه الجيش التونسي منذ "الثورة" التي أطاحت ببن علي.وذكر بانيتا بأن الجيشين الأميركي والتونسي كانا "شريكين منذ مدة طويلة".من ناحيتها أعلنت الرئاسة التونسية في بيان أن بانيتا أكد خلال محادثات مع الرئيس منصف المرزوقي "أهمية نجاح التجربة الانتقالية التونسية باعتبارها الأنموذج الأمثل في الثورات العربية وشدد على دعم واشنطن اللامحدود لتونس خاصة في ظل وجود صعوبات اقتصادية واجتماعية" تمر بها البلاد.وقالت انه تم خلال المحادثات "دراسة سبل التعاون الأمني بين البلدين والآليات الكفيلة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة خاصة في ظل حالة اللاستقرار التي تعيشها دولة مالي في الآونة الأخيرة".وتندرج زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى تونس ضمن جولة ستقوده إلى مصر والأردن وإسرائيل.وفي 19 جوان 2012 طلب وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي "دعما لوجستيا" أميركيا للجيش التونسي "لتعزيز قدراته العملياتية، ومساعدته على القيام بمهامه الأصلية ضمانا للاستقرار بالمناطق الحدودية" مع الجارتين ليبيا شرقا، والجزائر غربا.وترتبط تونس بحدود برية مشتركة طولها نحو 1000 كلم مع الجزائر وحوالي 500 كلم مع ليبيا.ومنذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي قتل في أكتوبر 2011، انتشر تهريب الأسلحة على الحدود بين ليبيا وتونس.وأعلنت تونس في وقت سابق أن عناصر مسلحة من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تسللت إلى البلاد عبر الحدود مع ليبيا والجزائر.وفي 23 أفريل 2012 كشف الجنرال كارتر هام القائد الأعلى للعمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا في ختام زيارة رسمية إلى تونس، أن الولاياتالمتحدة قدمت لتونس، مساعدات عسكرية بقيمة 32 مليون دولار، منذ الإطاحة بنظام بن علي لافتا إلى أن هذه المساعدات "تضاعفت مقارنة بالسنوات السابقة".