تنشط منذ 10 سنوات على مستواها، تسعى لتكريس واقع ثقافي يُعتمد عليه للنهوض بالمستوى العام لسكانها، تعاني نقص الإمكانيات وانعدام الدعم المادي من طرف المسؤولين على البلدية، تؤمن بأن الرجوع إلى الدين أصل وأساس النجاح في كل المجالات بما فيها الثقافي، إنها جمعية العلماء المسلمين، وبالتحديد فرعها الناشط على مستوى بلدية الأربعاء برئاسة لخضر بكيري، الذي أفضى ل«السلام” ببعض من طموحات واحباطات الجمعية. شدد محمد سعيدون، أحد المسؤولين بفرع جمعية العلماء المسلمين لبلدية الأربعاء، على هامش حفل توزيع جوائز مسابقة رمضان أول أمس، على ضرورة التخلي عن الحيز الضيق التي تحصر به المرأة في المدينة والذي أثر سلبا على مردودها الثقافي. حواء بحاجة لحراك ثقافي قال المتحدث أن المرأة من المفترض أن تكون أكثر العناصر الفعالة في محيطها، خاصة وأنها تتمتع اليوم بهامش لا يستهان به من الحرية والتفتح.. والأهم أنها تعيش تحت راية دين يضع الثقافة ضمن أهم معالمه السامية. وحول فعالية مشاركة العنصر النسوي في مسابقة رمضان قال سعيدون: “المستوى الثقافي للمرأة بالمدينة لا يطمئن وأقل ما يمكن القول عنه أنه متوسط، ويظهر ذلك جليا من خلال مشاركتها المحتشمة في المسابقة التي نظمت على مستوى الجمعية، حيث كشفت إجابات الأسئلة المطروحة، عن النقائص الفكرية والأدبية التي تفتقر إليها معظم سيدات المنطقة، والمؤسف – حسب الملاحظين - أن من المشاركات من تحملن شهادات جامعية إلا أنها لم تؤهلهن لاكتساب ثقافة عامة. وفي هذا الجانب أكد بكيري رئيس فرع الجمعية أن بعث الوعي الثقافي يُعدّ من الأولويات الواجب على المؤسسة التي ينتمون إليها، أن تركّز على تجسيدها في الواقع الاجتماعي، مؤكدين أنهم يعملون على غرسه في أذهان كل الفئات وخاصة المرأة باعتبارها العنصر الساهر على تربية الأجيال وتنشئتها، ولن يتم الأمر – حسبهم - إلا من خلال تنظيم مسابقات فكرية وأدبية بشكل دوري، وإقامة معرض للكتاب سنويا. صغر السن لم يمنعها من افتكاك جائزة المسابقة الأولى احتضنت قاعة الحفلات “الرتاج” بمدينة الأربعاء، أول أمس، حفل تسليم الجوائز للفائزات في مسابقة شهر رمضان المنصرم، والذي شهد عدة نشاطات وعروض مسرحية تناولت قيمة التعاون بين الناس، والقضية الفلسطينية من توقيع طالبات الأفواج الأربعة للمدرسة القرآنية، وتخلل النشاط تسليم شهادات تقديرية لطالبات الفوج الأول، الثاني، الثالث، والرابع في المدرسة القرآنية الصيفية، كما قدمت شهادات تقديرية للماكثات بالبيت من الطالبات بالمدرسة القرآنية السنوية، وقد جاءت المناسبة كفرصة سانحة لشكر الأستاذات الناشطات على مستوى الجمعية والجهود القيمة التي بذلنها ومنحهن شهادات تقديرية. أما الفائزات العشر بمسابقة رمضان فقد حصلن على جوائز قيمة تمثلت في أجهزة كهرومنزلية متنوعة، لتتحصل أصغر المشاركات التي لم يتجاوز عمرها ال12 ربيعا على الجائزة الأولى، حيث منحت عقدا من الذهب الخالص. وأشار، لخضر باكيري، المسؤول بفرع الأربعاء لجمعية العلماء المسلمين، إلى أن البلدية لم تساهم ولو بأبسط الأشياء في إنجاح هذه التظاهرة التي تشجع وتثري الجانب الثقافي على مستوى الأربعاء، حيث أكد أن الهدايا وصلت إلى الجمعية كهبة من طرف المتطوعين والمحسنين من سكان البلدية، أما قاعة الحفلات فقدمها أحد الخواص. جمعية العلماء الأنشط ثقافيا يعد فرع جمعية العلماء المسلمين بمدينة الأربعاء، الذي تأسس منذ 14 ماي من العام 2003، أهم الجمعيات الناشطة ثقافيا بالمنطقة، وهذا بشهادة الحاج لونيس الأمين العام للبلدية، الذي صرح أن الجمعية تساهم بشكل كبير في إثراء المنتوج الثقافي بالمدينة، ومن خلال زيارة “السلام” لمقر الجمعية لمسنا جهدا كبيرا وإرادة أكبر لدى القائمين عليها حتى يبلغوا الأهداف التي بنيت عليها الجمعية سواء كانت اجتماعية، دينية أو ثقافية، حيث تقوم المؤسسة التي يترأسها لخضر بكيري، الإمام بأحد مساجد الأربعاء، بعدة نشاطات مكثفة ومتنوعة من خلال تسطير مجموعة من البرامج الدورية والمناسباتية للمساهمة في بعث الحس الثقافي بمدينة الأربعاء، وعلى غرار توفير الأقسام التربوية والأفواج الخاصة بحفظ القرآن ودراسة العقيدة والتفسير، تنظم الجمعية رحلات ترفيهية استكشافية حيث تنصب مخيمات صيفية للذكور وأخرى للبنات هدفها التعريف بالمناطق السياحية واستكشاف الآثار والاطلاع على تاريخ المناطق المختلفة من ربوع هذا الوطن، إلى جانب الترفيه عن النفس والتحضير لبدء موسم جديد، كما تقوم بعقد محاضرات دورية لفائدة الطلبة يلقيها دكاترة جامعيون، كما أكد باكيري أنه من بين الأهداف التي سطرتها الجمعية، التشجيع على المطالعة والترغيب في التمسك بخير أنيس، حيث تقيم معرضا للكتاب في كل سنة بالمركز الثقافي للبلدية، ناهيك عن المسابقات الفكرية الخاصة بشهر رمضان الفضيل ،حيث تناولت مسابقة السنة الجارية أسئلة متنوعة تشترط الإجابة عنها نوعا من التركيز والذكاء. وأضاف، المتحدث أن نشاطات الجمعية تتضمن تكوين فرقة إنشاد وفرقة مسرحية تحيي مختلف المناسبات التي تقيمها، فيما تعمل على التحضير لإنشاء مجلة خاصة بالجمعية ويرجح أن يصدر أول عدد منها تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.