أكد القائمون على تظاهرة "قراءة في احتفال" الثقافية، التي تستمر فعالياتها إلى غاية الأحد المقبل بجل ولايات الوطن، والهادفة بالدرجة الأولى إلى غرس ثقافة القراءة والمطالعة لدى فئة الأطفال، أنهم يعملون على ترغيب الأطفال في التعود على مطالعة الكتب والغوص في المعاني التي تحملها قدر المستطاع ورغم أن المبادرة مناسباتية، إلا أنهم شددوا على مسؤولي البلديات العمل على جعل مثيلاتها عادة دورية، انطلاقا من اعتبارها مسؤولية البلديات بالدرجة الأولى، ولا يمكن لوزارة الثقافة أن تأخذ على عاتقها تفعيل نشاطاتها في كل منطقة بشكل دائم. نعلم بأن التظاهرة أقيمت على مستوى أربعة مراكز في العاصمة، فإلى جانب مركز باب الزوار الرئيسي بحديقة تيتو، أضيفت الملحقات في كل من مكتبة بلدية الكاليتوس، وبن طلحة، وبئر توتة. وحول ما يتداول من وجود نية في إشراك المدارس والهيئات الكشفية في مخطط أشمل لتأطير الأطفال ثقافيا، أفاد فريد خاوص، المشرف على مركز الكاليتوس، بأن أمورا كهذه يجدر أن تحملها البلديات على عاتقها وليس وزارة الثقافة التي تمنح الدعم والتسهيلات، وقال: "المبادرة والخطوة الأولى تأتي من رؤساء البلديات خاصة وأن الدولة لا تبخل في تقديم الدعم المالي من أجل تجسيد منجزات ثقافية من هذا النوع". لم تزد ورشات المطالعة إلا هجرا تشهد المراكز الأربعة للعاصمة مكان إجراء فعاليات التظاهرة المحلية "قراءة في احتفال" إقبالا كبيرا منذ الأيام الأولى لانطلاقها، -وعلى ما يبدو- فإن فضول الأطفال جرهم للتوافد بكثرة نحوها للاطلاع عن كثب على فحوى برامجها، المخصصة لتقريب هذه الفئة الناشئة -في ظل العولمة واكتساح الانترنت للساحة المعلوماتية- من الكتاب ومحاولة تحبيبهم في الغوص إلى أعماقه والالتفات إلى أدق تفاصيله لغرس حب المطالعة لديهم، وقد صرح المشرفون على المراكز أنهم لمسوا خلال الأيام الماضية من التظاهرة غياب حس المطالعة لدى أغلب الأطفال المشاركين، حيث يتهافت معظمهم على ورشة الرسم دون الورشات الأخرى، "لذلك قررنا إتباع استراتيجية خاصة لتقريب الطفل من الكتاب، حيث اشترطنا المرور على ورشة القراءة والمطالعة أولا، ليتم الانتقال بعدها إلى التسجيل في ورشتي الكتابة والحكواتي، أما ورشة الرسم فأجلت كآخر مرحلة ينشط بها الطفل". ومن جهة أخرى أكد كل من فريد خاوص، مشرف مركز الكاليتوس، وأحمد دباح المشرف على مركز بن طلحة وليندة رزوق مشرفة مركز بئر توتة، أن التظاهرة أسفرت عن اكتشاف مواهب عديدة تبرز مدى حذاقة الطفل الجزائري الذي يعد بالكثير لو وجد الدعم والتحفيز، والذي لن يكتشف إلا بتنظيم تظاهرات كهذه تسمح له بإطلاق العنان لمخيلته المليئة بالأفكار والإبداعات البريئة. أكثر من 2000 عنوان عفوية الاختيار في يد الأطفال تعرف التظاهرة تنوعا كبيرا في العناوين حيث تجاوزت ال500 عنوان على مستوى كل مركز من المراكز الأربعة، تنوعت موضوعاتها بين العلمية، الدينية، التاريخية، وأخرى اختصت بالخوض في الثقافة العامة، كما لم تغفل بعض الكتب المدرسية التي يحتاجها الطفل في مشواره الدراسي، وبما أن الطبعة تحمل شعار الاحتفال الخمسين بذكرى استقلال البلاد فقد خصصت عددا من العناوين تتحدث عن الثورة المجيدة وأبطالها، وحتى لا يشعر المطالع الصغير بالملل أدرجت ضمن قائمة العناوين المعروضة بعض الكتب الترفيهية. وأشارت، ليندة رزوق، المشرفة على مركز بئر توتة التابع لمهرجان "القراءة في احتفال" المحلي، أن إدارته سعت لتوفير الكتب المعروضة إلى التعامل مع الديوان الوطني للمطبوعات دون الاستعانة بخدمات أي من دور النشر الأخرى، حيث أنها لم تكن بحاجة لأكثر مما قدمه. أما عن المنهجية التي اتبعتها محافظة المهرجان في اقتناء العناوين والأسس التي بنت عليها اختيارها وتوزيعها لها عبر المراكز الأربعة، قال خاوص: "نظرا للأعداد الهائلة من العناوين المتوفرة على مستوى مركز الديوان الوطني للمطبوعات، لم نتخذ منهجية محددة لاختيار عناوين معينة بل جلبناها بطريقة عفوية ركزنا خلالها على التنوع فحسب". وعن مصير المعروضة منها بعد انقضاء التظاهرة أفاد المسؤولون أنها ستمنح لمكتبات البلديات المذكورة إثراءً لرفوفها بعناوين أكثر تمكن القراء من الاطلاع والاستفادة بشكل أكبر، كما سيمنح بعضها كجوائز تحفيزية للأطفال الفائزين في المسابقة. للتذكير، انطلقت تظاهرة "قراءة في احتفال" رسميا منذ الفاتح من الشهر الحالي عبر كامل ولايات التراب الوطني، عدا ولايات الجنوب التي أجل موعد افتتاحها إلى غاية شهر نوفمبر المقبل نظرا لقساوة المناخ بالمنطقة، وستختتم فعاليات الطبعة الثالثة خلال الأيام الأربعة المقبلة.