باستمرار تهاطل الأمطار خلال اليومين الأخيرين بعاصمة الكورنيش جيجل، بات الحصول على قارورة غاز بالنسبة لسكان المناطق الجبلية حلما وهاجسا يؤرقهم يوميا، فالظروف الطبيعية القاسية تدفعهم إلى الحصول عليها بأي ثمن خاصةبالتجمعات السكنية البعيدة عن الموارد الطبيعية المستعملة في عملية التدفئة. يتحتم على رب الأسرة الإستنجاد بالسماسرة الذين يجدون في هذه الوضعية فرصة مواتية لجني المزيد من الارباح على حساب الفقراء والمغلوب على أمرهم فأزمة الغاز التي يتخوف منها غالبية سكان القرى والمناطق الجبلية بعاصمة الكورنيش جيجل، خاصة في ظل استمرار موجة البرد وعجز السلطات عن الإستجابة لطلبات الكثير من المواطنين بتلك المناطق مما جعل الحلم الكبير لهم هو العثور على قارورة واحدة تحميهم وتبعث فيهم الدفء خاصة بعد استمرار تساقط الأمطار والخوف من سقوط الثلوج مما قد يعزل الكثير من المناطق الجبلية، وفي ظل هذا العجز من السلطات المحلية في توفير قارورات الغاز لمواطنيها، فيضطرون للنزوح إلى المناطق الحضرية قصد البحث عنها، وهو ما يفسر الطوابير الطويلة التي بدأت تتشكل خلال هذه الايام أمام مراكز التوزيع الموجودة بمقرات البلديات والمدن الكبرى على وجه التحديد، وبحسب الكثير من المواطنين فإن سبب الندرة التي يعرفها الغاز مع مطلعكل فصل شتاء ليس مرده عدم وجود هذه المادة وإنما يعود بالاساس إلى البزنسة التي يعتمدها الكثير من التجار وكذا السماسرة الذين يجدون فيها فرصة مواتية لمزيد من الأرباح، متهمين بعض الجهات المسؤولة عن عملية التوزيع باتباع سياسة البزنسة وتسريب قارورات الغاز بكميات كبيرة لسماسرة وصيادي الفرص، حيث ذكر عدد من المواطنين أن ثمن القارورة الواحدة لدى هؤلاء قد بيعت بأزيد من ألف دينار.هذا وأعلنت المديرية الجهوية لمؤسسة نافطال بولاية بجاية، في وقت سابق عن جملة من الإجراءات لفائدة بلدية ولاية جيجل، الرامية إلى القضاء على الندرة التي تشهدها مختلف البلديات لاسيما الجبلية منها في مجال غاز البوتان، وهي المادة الحيوية التي لا يستغني عنها سكان المناطق الجبلية، ومن ثمة الحيلولة -كما قال المكلف بالتوزيع على مستوى المؤسسة المذكورة- دون تكرار ما حدث خلال فصل الشتاء الماضي، أين عرفت الكثير من بلديات عاصمة الكورنيش نقصا كبيرا في القارورات وما ترتب عن ذلك من مشاكل في تموين العائلات التي استنجدت بالحطب وبقايا مطاحن الزيتون الذي ارتفع ثمنه بمجرد ظهور هذا المشكل وذلك للتغلب عليه. الإجراء الإحترازي الذي أعلنت عنه المؤسسة قبل دخول فصل الشتاء يصب في خانة التغلب وتصحيح الأخطاء السابقة والتسهيل على المواطن حتى لا يضطر إلى قطع مسافات طويلة أو دفع ثمن باهض من أجل قارورة غاز واحدة يصل حدود 500 دينار في هذا الفصل المعروف بولاية جيجل، بأمطاره الباردة وتسبيقا منها كذلك قامت ذات المؤسسة عن الشروع في استحداث وحدات لتجميع قارورات البوتان على مستوى مختلف بلديات الولاية ال28، والتي في غالبيتها بلدياتجبلية يحتاج سكانها لهذه المادة الواسعة الإستعمال مقارنة بالمناطق الحضرية، وعمدت المؤسسة لتسهيل الحصول عليها وتسهيل مهمة تزويد مختلف التجمعات السكنية عبر كل البلديات على مدار السنة، من دون الحاجة إلى جلبها من مناطق بعيدة أو انتظار شاحنات نفطال أو الخواص لعدة أيام، كما حدث في السنوات الماضية، وفي هذا المجال عمدت المؤسسة إلى توجيه مراسلات لمختلف البلديات عبر تراب ولاية جيجل لحث مسؤوليها على تخصيص مساحات لتجميع القارورات وبيعها لفائدة المواطنين، وهي المراسلة التي لم تلق الإستجابة من طرف هذه المجالس البلدية ماعدا بلدية واحدة من اصل 28 بلدية مشلكة لإقليم ولاية جيجل، ويتعلق الأمر ببلدية جيملة التي خصصت مساحة لهذا الغرض وراسلت المؤسسة المعنية بذلك، من جهة قال نفس المسؤول بأن المؤسسة في انتظار رد باقي البلديات بغية الشروع في تجسيدالفكرة المذكورة ميدانيا. وعاشت مختلف بلديات عاصمة الكورنيش جيجل، أزمة غاز خلال فصل الشتاء الماضي، بفعل موجة الثلوج والبرد التي استمرت لأكثر من اسبوعين مما أدى إلى تزايد الطلب على قارورات الغاز.