بعد مرور 58 عاما عن الاستقلال الجيش دمر 9 ملايين لغم وطهر أكثر من 421.62 هكتارا من الأراضي لا يزال الجزائريون بعد مرور 58 سنة عن الاستقلال، يواجهون خطر الألغام الفرنسية التي لا تزال تفرز الرعب، رغم نجاح الجيش الوطني الشعبي في تدمير 9 ملايين لغم، وتطهير أكثر من 421.62 هكتارا من الأراضي. أشار الأكاديمي المتخصص موسى روابحية، في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام الذي يصادف ال 4 من شهر أفريل من كل سنة، إلى أنّ دراسات حديثة أكدت زرع قوات الاحتلال الفرنسي ل 11 مليون لغم في الجزائر بين عامي 1954 و1962 عبر خطي شال وموريس بتيار كهربائي بقوة 5 آلاف فولط، وذلك لغلق الحدود ومنع وصول الإمداد بالسلاح والمؤونة لمجاهدي ثورة التحرير الجزائرية، مؤكدا أن تلك الألغام تسببت في مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، ناهيك عن تسببها في إعاقات وعاهات مستديمة لمئات آخرين. في السياق ذاته أشار الباحث سيد علي عزوني، إلى أنّ ما يربو عن مليوني لغم مضاد للأفراد، ما تزال مطمورة على طول الحدود الغربية والشرقية للجزائر شرقا وغربا بطول 1160 كيلومترًا، في وقت جرى إزالة قرابة 80 بالمائة من مجموع الألغام التي زرعتها السلطات الاستعمارية. هذا وقطعت الجزائر خطوات كبيرة في مجال نزع الألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي على طول الحدود الجزائرية المغربية ونظيراتها الجزائرية التونسية، إلاّ أنّ هذه الألغام لا تزال تهدّد حياة المئات من الأبرياء، سيما قاطني الحدود والبدو الرحلّ، كما نجح الجيش الوطني الشعبي، في الفترة ما بين 2002 و2017، في تدمير مليوني لغم بينها مليون وستمائة ألف لغم مضاد للأفراد، وما يربو عن 400 ألف لغم مضاد للجماعات، فضلا عن 247 لغما مضيئًا، علما إنّ الجزائر أقدمت غداة توقيعها على البروتوكول الإضافي لمعاهدة أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأشخاص، على تدمير مخزونها من الألغام المضادة للأشخاص، الذي كان في حدود 150.050 لغمًا. وتطالب منظمات المجتمع المدني الجزائري، فرنسا منذ أمد بعيد بضرورة تعويض المتضررين من الألغام التي زرعها الاحتلال البغيض، علما أنّ قصصًا مأساوية كثيرة نقلت على ألسنة ضحايا الألغام في ولاية سوق أهراس، مركّزة على مشاعر الرعب الملازمة لسكان بلديات كل من لخضارة، أولاد مومن، سيدي فرج، وعين الزانة، وكذا أولاد ادريس، إلى جانب ويلان والمراهنة، تاورة، وكذا لحدادة، لاسيما لمن يمتهنون الرعي والزراعة وحتى الصيادين والأطفال أثناء رحلاتهم للتنزه والترفيه، مخافة وقوع أي انفجار للألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي، وفي هذا الصدد يقول عمار قواسمية، أحد ضحايا هذه الألغام، الذي فقد إحدى ساقيه، “تعرضت لانفجار لغم سنة 1960 ولم يكن عمري يتجاوز حينها 9 سنوات، حيث كنت ألعب رفقة صديقين لي توفيا بفعل إصابتهما بالألغام بعين المكان فيما كنت أنا الناجي الوحيد”، وأضاف في تصريحات صحفية خص بها أمس وكالة الأنباء الوطنية، “نقلت على اثر انفجار اللغم إلى المستشفى حيث تم بتر ساقي، وتعرضت لجروح في أطراف أخرى من جسدي، ولا أزال أعاني جرّاء العجز عن العمل والعيش من منحة لا تتجاوز 18 ألف دينار شهريًا، مثلما فقدت لذة الحياة منذ تلك الحادثة”، من جهته، تعرّض مالك بوزرافة، ابن مدينة لخضارة، إلى انفجار لغم وعمره لم يتعدّ 13 سنة، حيث بترت ساقاه ومنذ ذلك الحين وهو يعيش معاناة يومية سببها أولا وأخيرا تلك الحادثة الأليمة التي سرقت منه بهجة الحياة، ويحيل بوزرافة، إلى أنّ شبح الألغام لا يزال يحوم ويخيف عائلات بأكملها من سكان المناطق الحدودية، ودفع البعض ممن يشتغلون منهم في الفلاحة والرعي، للتخلي عن أعمالهم خوفا من انفجار الألغام.