سلط المشاركون في الملتقى الوطني حول الأمير عبد القادر، الذي نظمته مديرية الثقافة لمدينة قليعة، الضوء على خلفائه الذين ساندو مسيرته النضالية، ساعين من خلال مداخلاتهم إلى التعريف أكثر بهذه الشخصيات، والكشف عن مبادراتها إلى جانب الأمير في تأسيس دعائم الدولة الحديثة بغرض ترسيخ هذه المعلومات والحقائق في ذاكرة شباب الاستقلال. حمل الملتقى الذي نظمته دار الثقافة "أحمد عروة"، أول أمس الجمعة، بالتنسيق مع مؤسسة الأمير عبد القادر، شعار "حتى لا ننسى"، وقد نشط جلساته مجموعة من الأساتذة المختصين، أمثال بلخوجة، طيبي، لابري، مسعودي، القبي.. الذين ركزوا خلال مداخلاتهم على مسائل جوهرية في مسيرة الأمير عبد القادر النضالية والشخصية، حيث بدءوا ببنائه الدولة الحديثة، معرجين على المهام القصوى التي اضطلع بها في سبيل صياغة النظام، وكيفية تعيينه لخلفائه، ومحاربته في سبيل الاعتراف بحقوق الإنسان الجزائري، وصولا إلى إماطة اللثام عن بعض الخصوصيات التي تميزت بها يومياته الشخصية بعيدا عن حقول السياسة والمعارك.. وأشار الأساتذة إلى أن شخصية الأمير عبد القادر، تميزت بتعدد الأوجه باعتباره استطاع التميز في تقلده مختلف المناصب التي فرضها الواقع عليه على غرار رئاسة الدولة وقيادة الجيش، كما عرف بدبلوماسيته، إلى جانب كونه مفكرا وعالما صوفيا، وتميزه بصفات أهلته لأن يكون من أكبر الشخصيات العالمية التي عرفت في عصره وبقي ذكرها متواصلا بعد حقب زمنية من رحيله. وحول الهدف من تنظيم هذا الملتقى على مستوى مدينة قليعة في تيبازة دون غيرها، قال لابري، مدير مؤسسة الأمير عبد القادر، أن "هذه القلعة المباركة والمدينة التي تضمها قد تأسست على يد الرجل الصالح "علي مبارك" بعد سقوط غرناطة، وقد قدمت اثنين من أهم الرجال الذين خلفوا الأمير وساندوه خلال مسيرته في النضال وترسيخ مبادئ ودعائم الدولة الحديثة، وهما محي الدين الصغير، الذي توفي إثر إصابته بمرض عضال، ليأخذ ابن أخيه محمد بن علال، المشعل من بعده. ومن جهته كشف طيبي، الأستاذ بجامعة وهران، عن الأسس التي اعتمدها الأمير عبد القادر في تعيين واختيار خلفائه من مختلف مناطق الوطن، حيث قال:"يعين الخليفة لينوب عن الأمير عبد القادر، حيث يقرر ويبادر ويجمع الإيرادات المحلية، حيث أنشأ الأمير هذه السلطة انطلاقا من صفات قيمية، أهمها أن يتميز الخليفة بعلاقته الوطيدة بالدين، إلى جانب انحداره من جذور شريفة، وكذا التحلي بطاقات في العلم والسخاء، إضافة إلى الكفاءة والغيرة على الوطن، والوفاء والإخلاص...وغيرها من صفات الأكارم"، وأشار المتحدث إلى أن الأمير عبد القادر رغم اختياره وتعيينه لخلفاء ينوبون عنه في مختلف أنحاء الوطن، ويقتربون من شخصيته حيث يحملون نفس خصاله وقوته تقريبا، إلا أنه رفض نعته ب "السلطان" مفضلا الأمير وذلك مراعاة للجانب الشرعي، كما عرف بتطبيقه لمقياسي العدالة والصرامة في كل أموره ما جعل أمد مقاومة الاستعمار الفرنسي، يطول لأكثر من 17 سنة. للإشارة، أكد، لابري، مدير مؤسسة الأمير عبد القادر، بأن أجندة نشاطات المؤسسة التي نشطت قبلا تظاهرة حول الأمير ألقيت خلالها 120 محاضرة في إطار "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، تحمل العديد من الملتقيات العلمية التي ستنظم في القريب على غرار، الملتقى الدولي حول إنسانية الأمير عبد القادر الذي ستجري فعالياته شهر ماي المقبل.