ركز المشاركون في الملتقى الدولي حول ''رمزية مبايعة الأمير عبد القادر''، الذي انطلق، أول أمس، بنادي الجيش ببني مسوس، على دراسة الجانب الزمني والديني والسياسي لمبايعتي الأمير في بداية المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي· تميز ملتقى ''رمزية مبايعة الأمير عبد القادر''، الذي نظمته مؤسسة الأمير عبد القادر، وقد اختتمت فعالياته أمس، بمداخلات حول الجوانب اللغوية في عمل الأمير وعلاقتها بالدين الذي ورثه عن زعيم الصوفية محي الدين بن عربي· وصرح الأستاذ حميدة عميراوي من جامعة قسنطينة، بخصوص الموضوع المتعلق ب ''الهوية الوطنية الجزائرية ومبايعة الأمير عبد القادر''، أن المبايعة ونداء الفاتح نوفمبر 1954 هما نصين مرجعيين للبعد الوطني لمكافحة الاستعمار· أما الدكتور دلافر كرار من جامعة سلجوق تركيا، فقد أكد بأنه حصل على أكثر من 120 وثيقة عثمانية وحقائق من الأرشيف، وذلك لإثبات رحلة الأمير عبد القادر في مدينة السعادة بإسطنبول، حيث قدم قراءة لبعض الوثائق التي أرخت لوجود الأمير بتركيا· وتحدثت الدكتورة ليلى خليفة من مجمع اللغة العربية من دولة عمان، فقد تحدثت في مداخلتها عن الجوانب العرفانية والفلسفية لمفهوم البيعة والعهد والميثاق عند الشيخ الأكبر· ومن جهته، تطرق الدكتور فهد سالم الراشد ممثل دولة الكويت بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن التصرف ودوره في التراكيب اللغوية لدى الأمير عبد القادر، كما لفت الدكتور انتباه الحضور بافتتاح كلمته ب ''وان تو ثري فيفا لالجيري''، وقدّم بمداخلته قصيدة عن الجزائر، إضافة إلى دراسة لغة الأمير عبد القادر· وقد تطرق المشاركون الجزائريون والعرب والأجانب في هذا الملتقى الذي نظم بمناسبة الذكرى ال 167 لمبايعة الأمير عبد القادر تحت عنوان ''رمزية المبايعة، دلالات وأبعاد''، إلى مواضيع مختلفة تتعلق بالمبايعة والجوانب الأنثروبولوجية والفلسفية والتاريخية والدينية واللغوية الخاصة بها· إلى جانب أهمية المبايعة في تاريخ الدولة، كما سعوا إلى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام دين السلام والحب والتسامح الذي جاء للإنسانية جمعاء كرد من خلال خصال الأمير على بعض التيارات المعادية للإسلام· للإشارة، فإن محمد بوطالب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر كان غائبا خلال اليوم الأول للملتقى، وقد بعث برسالة اعتذار للحضور، مؤكدا أن ظروفا طارئة منعته من الحضور·