دعا العلماء إلى تبليغ أرائهم لهذه الهيئة وتجنب التشويش على عقل المواطن واستقراره دعا المجلس الإسلامي الأعلى، إلى التقيد بالمؤسسة المختصة في الإفتاء، مناشدا من كانت عنده آراء إلى التواصل مع الهيئة من أجل الإفصاح عنها، مؤكدا أن الإفتاء في النوازل يبقى من إختصاص المؤسسة. وبعدما دعت هيئة بوعبد الله غلام الله، في بيان لها أمس تحوز “السلام” على نسخة منه، الله أن يرفع وباء “كورونا”، ويُبلّغنا شهر رمضان الكريم صوما وقياما والأمة الإسلامية كلها في صحّة وعافية، أهابت بالأطباء المرابطين الذين يُحاربون هذا العدّو الخفيّ، كما ترحمت على شهداء هذا الوباء، ودعت الله أن يوفّق الذين يَسهرون على حماية الوطن والشعب ويجزيهم أجرًا مثل أعوان الأمن بمختلف أسلاكه وموظّفي الدولة بمختلف رتبهم، والسّاعين في الخير وجمع التبرعات المتضامنين مع إخوانهم الجزائريين. هذا ودعا المجلس الإسلامي الأعلى، إلى الوحدة الوطنية والتلاحم من أجل الخروج من هذه المحنة بأقل الأضرار، مبرزا أن ذلك يتطلب الطّمأنينة والانضباط، وأورد في بيانه “طمأنينة في ثقة المواطن بما يقوله المختصّون كل في مجاله، طمأنينة في تلقّيه الخبر الصحيح، وحمايته من الأخبار الكاذبة ووباء الشّائعة، فالانضباط بالحجر الصحّي واحترام الحظر، والوقاية يحتاج منا احترام التخصصات في أن لا يتحدّث في مجال الطب إلاّ الأطباء وفي الاقتصاد إلاّ الاقتصاديون وفي الدّين إلاّ أهله (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا) -الإسراء الآية 36”. كما أشار المصدر ذاته، إلى أن المؤسسة المسؤولة عن الإفتاء، أعدت لها هيئة مؤلفة من خيرة علمائنا وفقهائنا بمن فيهم بعض أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى، الذي يدعو إلى تجنب التشويش على عقل المواطن واستقراره، وأن تبقى الفتوى في النوازل من اختصاص الهيئة المذكورة التي تضطلع بها فقها وقانونا، وأضاف أنه إذا كان لبعض العلماء آراء في الموضوع فالواجب يقتضي منهم أن يتواصلوا مع هيئة الفتوى، وأورد البيان ذاته، في هذا الصدد “يهدف جمع الكلمة المطلوبة شرعا وحكمة، فلإن يقع الخطأ أو البعد عن الصواب في أداء الواجب أفضل من أن يقع الخطأ في ترك الواجب .. ففي القيام بالواجب تحصين وتثبيت لوحدة الأمة، وفي التخلي عنه تفتيت وتشتيت وضياع لوحدة الأمة، وهي مصدر قوتها ودوامها”، وأضاف المجلس الإسلامي الأعلى “فليلتزم كل من المتجرئين على الفتوى بحدود الحياء ويسلموا لرأي الجماعة، لأن يد الله مع الجماعة وهو الموفق عباده المخلصين إلى الصواب، وهو المنتظر منه أن يقشع عنا بلطفه ورحمته خطر ما كتبه علينا في الكتاب، وأن يجعل قضاءه رحمة لعباده الصابرين المحتسبين ونجاة لهم من العذاب، حتى لا يكون قدره تعالى وسيلة إلى معصيته في ابتداع ضلالات تشكك المسلمين في صلاح دينهم، وأصالة حضارتهم، وما النصر إلا من عند الله”.