من المهم أن نرى تدخلا حاسما من قبل لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية، والمجلس الاسلامي الأعلى، في الجدل الدائر حاليا حول صيام رمضان من عدمه، بعد أن “استورد” لنا بوكروح ، بخرجته غير المتوقعة، نفس هذا الجدل المفتعل في بعض دول المشرق العربي وخاصة مصر. العبارات التي وردت شديدة اللهجة، فقد دعت “المتجرئين على الفتوى” إلى الالزام بحدود الحياء، وبعبارة شعبية “احشموا شوية”، وإلى تجنب التشويش على عقل المواطن واستقراره، وأن تبقى الفتوى في النوازل من اختصاص الهيئات الرسمية التي تضطلع بها فقها وقانونا”. هذا يعني : أن بوكروح أو غيره ممن حاولوا استجلاب الشهرة لأنفسهم، أولا عبر فتح باب التأويل ناحية إفطار شهر رمضان المعظم، وثانيا عبر الادعاء بتلقي تهديدات بالقتل، على طريقة الروائي كمال داود، قد تلقوا صفعة مؤلمة، من أعلى الهيئات الدينية الوطنية المختصة، ورسالة قوية مفادها “هذا ليس شغلكم”، ولا تقربوا دين الشعب.. كما يعني أن يبحث الفاشلون في مجالات السياسة أو الأدب أو الاقتصاد أو غيرها، ما يفيدهم في اختصاصاتهم، وفي تدارك تأخرهم، بدل الخوض في قضايا أكبر منهم، أو التشويش على الناس، في قضايا حساسة تخص العبادات الأساسية في دين الشعب الاسلام، والتي لا يمكن أن تكون محل “تجارة” لا بالجملة ولا بالتقسيط.