الزائر لمدينة سطيف يبقى مشدوها لما آل إليه وضعها العمراني، الذي طاله الترييف بشكل مقزز بعدما كانت هذه الحاضرة و لسنوات طوال مضرب الأمثال في النظافة والتهيئة العمرانية وتناسق البنايات، مما أمكنها من أن تحظي بالصدارة بين مدن الوطن كافة. فعاصمة الهضاب التي يؤمها آلاف الزوار يوميا من داخل وخارج الوطن، وتتوفر على منشآت وهياكل هامة في مختلف القطاعات بعضها ذات طابع جهوي وحتى وطني طالها الاهمال في الآونة الأخيرة، حيث مظاهر الترييف جلية للعيان في كل نواحيها وأحيائها خاصة الموصوفة منها بالأحياء الشعبية، على غرار حي يحياوي وكعبوب وبونشادة والهواء الطلق وأولاد ابراهم. والغريب في الأمر أن وسط المدينة الذي يعج بحركة دؤوبة طوال ساعات النهار لم يسلم من هذه الظاهرة، من حيث اهتراء الأرصفة التي كساها التراب والأوحال بشكل غير مسبوق، وهذا منذ فترة طويلة على إثر تجديد كوابل الهاتف وقنوات الصرف الصحي، بحيث بقي الأمر على ما عليه دون أن تمتد إليه يد الإصلاح، الأمر الذي أثار استياء المارة الذين يضطرون للسير وسط الطرقات والشوارع. وتتجلى هذه الظاهرة بصفة خاصة على مستوى محيط السوق المغطى لوسط المدينة الذي يعج بحركة مرور لا تهدأ طوال النهار و كذا ساحة باب بسكرة وحي الأسوار الذي يعد واجهة المدينة في مدخلها الغربي، والذي يعرف تدهورا كبيرا في محيطه العمراني و ذلك على غير العادة. وإلى ذلك تبقى عاصمة الهضاب العليا في حاجة ماسة لنفض الغبار الذي طالها لسنوات طويلة، حتى تستعيد بريقهاوتعود لها الأيام الخوالي في أبهى صورها.