قال العفيد يوسف الخطيب رئيس مؤسّسة الولاية الرابعة التاريخية، إن التاريخ الثوري للجزائر وخاصة عبر ثورته التحريرية، شهد وقوع أزمة خانقة في وفرة السلاح، لكن بالرغم من ذلك كان لمؤتمر الصومام في العام 56 الأثر الايجابي في الدفع بالثورة وتنظيمها ومجابهة القوة الاستعمارية المحتلة عن طريق أسلوب الدعاية المضادة، جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظم أمس بولاية البليدة بالتعاون مع مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية والذي خصص لطلبة مدرسة الشرطة والحماية المدنية بقاعة المؤتمرات بمناسبة يوم الشهيد. حيث تطرق خلاله المتدخلون لأسباب إندلاع الثورة ومؤتمر الصومام وتطبيقه بالولاية الرابعة، كما قام الأستاذ طهراوي أحمد أستاذ بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة بعرض أهم الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي عجلت بإندلاع الثورة أهمها مجازر 8 ماي 1945، التي أكدت ضرورة إتخاذ حل إسترجاع الحرية بالقوة قبل أن يضيف العقيد يوسف الخطيب، من خلال مداخلته أنّ الولاية الرابعة شكلت نقطة اتصال هامة جوهرية بين الولايات الأخرى، رغم تشديد الحصار عليهامن قبل القوات الاستعمارية البرية والجوية وحتى أحيانا البحرية، وأشاد المتحدث بالعمل البطولي لقائد الولاية الرابعة وقتها الشهيد محمد بوقرة كونه إلتزم دون تحريف ولا تزييف في تطبيق القرارات المنبثقة عن مؤتمر الصومام بتفاصيلها وكشف أن العمل الثوري تنظم بشكل جلي وأنّ الولاية الرابعة بالرغم من التركيز عليها واستهدافها، إلا أنها تمكنت من احتواء نخبة من الطلبة وتلاميذ الثانوي وتجنيدهم في ضمن المقاعد الجهادية واخضاعهم لتكوين محكم في تخصصات شتى، عقب تأسيس مصالح فرعية للصحة والتموين وصناعة الأسلحة فضلا عن مصلحة الدعاية والإعلام. ولم يتوقف المتحدث عند هذا الحد وكشف أن العمل الثوري الجهادي استطاع فيه أبطال ثورة التحرير من محاربة الاستعمار بالسلاح المسترجع من الهجومات والكمائن المختلفة لقوافل الجيش الفرنسي ومراكزه الثكنية.كما نوّه بالعمل الاستخباراتي للثورة المباركة والتركيز على الدعاية المغرضة والمضادة وفعاليتها في إنجاح الثورة، وعن كيفية جلب الأخبار والاستعانة بها في الدفع بالعمل الثوري، من خلال إنشاء خلايا تراقب تحرك الجيش الفرنسي وعناصره، وتعمل في حرص على كشف عملاء الاستعمار، وكان الفضل في ذلك إلى عمل ونصب قواعد تسييرية، جعلت من العمل السياسيوالعسكري ضمن الأهداف الأولية، والنابعة عن ميثاق مؤتمر الصومام والقرارات التي خرج بها المؤتمرون في العام 1956، والتي تكللت بالنجاح في استرجاع الجزائر لسيادتها وحريتها واستقلالها، بالرغم من التضييق وغلق الحدود لمنع جلب السلاح من الجارتين تونس والمغرب.