في إطار تربية المائيات في الجنوب يجري تجسيد مشروع لاستزراع طحالب السبيرولينا (نوع من البكتيريا ذات خصائص غذائية غنية) من قبل طالبتين جامعيتين ببشار، حسبما علم خلال أشغال ورشة عمل حول فرص الاستثمار في قطاع الموارد الصيدية. وأوضح مدير القطاع في هذا الصدد أن المشروع يهدف إلى تعزيز وتطوير هذه الشعبة في المنطقة، بالنظر إلى الخصائص الغذائية الاستثنائية التي تتميز بها هذه البكتيريا الزرقاء المعروفة لدى عدة هيئات دولية بما في ذلك الأممالمتحدة". وأشار جمال بولخصايم، أن القطاع سيتكفل بدعم ومرافقة حاملي هذا المشروع وتجسيده والذي سيوجه إنتاجه للتصدير، مشيرًا إلى أنه اعتمد ضمن هذا المشروع سلالة السبيرولينا من منطقة تمنراست، على اعتبار أن استزراعها يتكيف مع الظروف المناخية للمناطق الصحراوية على غرار ولاية بشار. وترى الباحثتان الجامعيتان أسماء عابد وسوسن بن محمد المتخصصتان في علم الأحياء الدقيقة والتسيير أن مشروعهما "فريد من نوعه لأن منتوجه سيوجه للتصدير" . وتتوفر السبيرولينا على قيمة غذائية عالية حيث تحتوي على بروتين (من 65 بالمائة إلى 92 بالمائة بروتين قابل للهضم) وحديد وبيتا كاروتين وفيتامين ب 12 وحمض جاما لينولينيك، وهي المواد المفيدة التي لا تتوفر في أي طعام آخر حيواني أو نباتي، مثلما جرى شرحه. كما تحتوي أيضا على عدة عناصر أخرى، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكلوروفيل والفيكوسيانين، واستخدامه في الغذاء في تطور عبر العالم، بالإضافة إلى كونه مادة خام في صناعة مستحضرات التجميل والأدوية، حسب نفس المصدر. وتهدف هذه الورشة المنظمة من طرف قطاع الصيد البحري والموارد الصيدية إلى إيجاد التمويل اللازم لتجسيد المشروع بمساهمة المؤسسات العمومية سيما الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، كما أشار حاملي المشروع. وكانت هذه الورشة الذي شاركت فيها عدة مؤسسات وهيئات عمومية معنية فرصة للمتدخلين للتركيز حول ضرورة تشجيع الاستثمار لتعزيز وتنمية الموارد الصيدية بمنطقة بشار التي تتوفر على عدة خصائص مناخية ومؤهلات طبيعية التي تساعد على تطوير هذا القطاع الهام في النشاط الاقتصادي. وفي هذا الإطار سيتم إنشاء منطقة نشاطات لتنمية تربية المائيات بالبلدية الحدودية بني ونيف (110 كلم شمال بشار)، على مساحة قوامها 100 هكتار، كما ذكر مدير القطاع الذي أشار أيضا إلى استحداث منطقة مماثلة في وقت سابق بولاية أدرار على مساحة 346 هكتار. ودائما في مجال تطوير الاستثمارات بالقطاع، فقد أعيد مؤخرا تأهيل مزرعة تربية المائيات ببلدية بوقايس الحدودية (50 كلم شمال غرب بشار) من أجل تطوير إنتاج أنواع من الأسماك في المياه العذبة بما في ذلك البلطي النيلي والبوري بالشراكة مع قطاع الصيد البحري والموارد الصيدية، كما أضاف بولخصايم. ويسجل حاليا بجنوب البلاد 12 مشروعًا منها ثمانية في أدرار واثنان في بشار، وواحد بتمنراست، ومشروع واحد بتندوف، بالإضافة إلى مشروعين استثمارين قيد الإنجاز، حسب مدير القطاع. ومنذ شهر يناير وإلى غاية نهاية شهر نوفمبر 2020 فقد تم تحقيق إنتاج 6ر5 طن من أنواع مختلفة من أسماك المياه العذبة عبر ولايات جنوب غرب البلاد و88 طنًا أخرى في أنشطة الصيد القاري والترفيهية بسد جرف التربة (بشار) وسد بريزينة (البيض). وينتظر دخول حيز الخدمة مشروعين آخرين في تربية المائيات ببشار بقدرة إنتاجية تتراوح ما بين 5 و20 طن/ سنويا من أسماك المياه العذبة، حسب ذات المسؤول.