أضحت مصلحة الاستعجالات الطبية للمركز الاستشفائي للعلمة شرق ولاية سطيف، غير قادرة تماما على استقبال المزيد من المرضى والمصابين في مختلف الحوادث، وذلك بفعل ضيقها وإفتقارها للوسائل والتجهيزات الطبية الحديثة وكذا نقص الأطباء الأخصائيين الذي أضحى معضلة طالت مجمل مستشفيات الولاية. مصدر مسؤول بهذه المصلحة كشف بأن هذه الاخيرة تستقبل كل 24 ساعة ازيد من ألف مريض ومصاب في شتى الحوادث خاصة منها حوادث المرور التي تسجل بشأنها المنطقة أرقاما قياسية، الامر الذي يشكل عائقا امام التكفل بهذا الكم من المرضى والمصابين مما يؤدي بالتالي الى حالة من الفوضى والإكتضاظ داخل المصلحة. ويذكر بأن مصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى العلمة، يؤمها مرضى من 15 بلدية تابعة للمنطقة الشرقية للولاية، فضلا عن عابري السبيل وما اكثرهم باعتبار أن هذه المنشأة الصحية تقع على محور الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين وسط وشرق البلاد، والذي يعرف حركة مرور مكثفة لا تهدأ طوال ساعات الليل والنهار، الأمر الذي يزيد للطين بلة ويجعل هذه المصلحة تعيش في دوامة لا متناهية من الإكتظاظ والفوضى، حيث يتسابق الكل من اجل الظفر بموطئ قدم قبل الخضوع لعملية الفحص الطبي التي قد تتأخر لساعات، مما يضاعف من معاناة المرضى خاصة اولئك الذين تكون حالاتهم الصحية متدهورة او اصحاب الامراض المزمنة والمصابين في حوادث المرور. وكان العشرات من المرضى قد ابدوا إستياءهم الشديد من تدني نوعية الخدمات الطبية المقدمة لهم بهذه المصلحة، علاوة على حالة الفوضى وسوء التنظيم التي تطبع عمل هذه الاخيرة التي تجد نفسها في ظل المعطيات المذكورة في وضع لا تحسد عليه. ومما يشار اليه ان مستشفى مدينة العلمة، ثاني اهم تجمع سكني بعد عاصمة الولاية يعد من اقدم مستشفيات الوطن إذ يعود تاريخ إنشائه الى مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، الامر الذي جعله لا يستجيب للحاجيات المتزايدة للمرضى في ظل التنامي المطرد للسكان ومضاعفة حاجتهم للتطبيق في ظل الإنتشار الواسع للعديد من الأمراض والأوبئة الخطيرة والتي تتطلب منظومة صحية متكاملة وفعالة. المتتبعون للشأن الصحي في المنطقة، يتوقعون المزيد من التدهور للخدمات الطبية على خلفية التأخر الحاصل في تنفيذ مشروع المستشفى الجديد للعلمة، الذي لم تنطلق الأشغال به لحد الآن بالرغم من اختيار الأرضية وإعداد الدراسة التقنية اللازمة وهذا منذ ازيد من ثلاث سنوات كاملة، الامر الذي يطرح اكثر من تساؤل حول هذا اللغز المحير مع الإشارة ان تكلفة المشروع بلغت مائتي مليار سنتيم .