أفاد مصدر مسؤول بمصلحة الاستعجالات الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي بسطيف، بأن هذه الأخيرة تستقبل مرضى من نحو عشر ولايات مجاورة، على غرار ولاية برج بوعريريج وباتنة وميلة والمسيلة وبجاية وجيجل وغيرها من الولايات الأخرى، الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا لهذه المنشأة التي عرفت في الآونة الأخيرة توسعا مع تجهيزها بالمعدات الطبية اللازمة. حسب ذات المصدر فإن تنامي عدد المرضى والمصابين في مختلف الحوادث الذين تستقبلهم المصلحة طوال ال 24 / 24 سا أي دون توقف، والذين يقدر عددهم بأزيد من ألفي مريض ومصاب زاد من الأعباء الملقاة على هذه المصلحة، التي ورغم التوسعة التي عرفتها مؤخرا في عديد أجنحتها وأقسامها، فإنها أضحت غير قادرة تماما على التكفل الأفضل والأمني بهذا الكم الهائل من المرضى والمصابين. مصدرنا كشف بأن أكبر التحديات التي تواجه المصلحة في الوقت الحاضر يكمن في العدد المتنامي من المصابين في شتى الحوادث، خاصة حوادث المرور التي تسجل بشأنها المنطقة أرقاما قياسية، حيث تشير الأرقام المتوفرة في هذا الشأن بأن أكثر من سبعة حوادث مرور تحصى يوميا على مستوى المحور الرابط بين ميلة وبرج بوعريريج، مرورا بسطيف هذه الأخيرة التي تحتل حاليا المرتبة الثانية الذي يستوجب تسخير وتعبئة إمكانيات ووسائل مادية وبشرية على مستوى المصلحة للتكفل بهذا الكم من المصابين. ويكمن التحدي الأكبر الذي يواجه مصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى سطيف في كون معظم المصابين في حوادث المرور حالاتهم خطيرة، وتتطلب الخضوع تحت الرقابة الطبية المكثفة والمكوث عدة أيام داخل أقسام المستشفى، مما يضعف من حالة الاكتظاظ التي بلغت مداها لا سيما على مستوى أقسام جراحة العظام والأعصاب وأمراض القلب والشرايين والإنعاش، وهي الأقسام التي لم يعد بوسعها لاستقبال بمزيد من المرضى والمصابين مسؤولو المستشفى يرون بأنه من بين الحلول، التي يمكن اتخاذها بشأن تخفيف الضغط ولو نسبيا على مصلحة الاستعجالات الطبية، هو توجيه العديد من المرضى والمصابين الذين لا تدعوا حالتهم للقلق إلى العيادات المتعددة الخدمات المنتشرة عبر أحياء المدينة، خاصة منها عيادة حي الهواء الطلق الواقعة بالقرب من المستشفى، مشيرين بأنه قد جرت العادة أن بعض المواطنين يقصدون مصالح المستشفى لأبسط الأشياء مثل الكشف عن الضغط الدموي أو معرفة درجة إرتفاع المؤشر السكري، وهي أمور يجب أن تتم على مستوى العيادات أو حتى المراكز الصحية العادية دون اللجوء للمستشفى. إلى ذلك تبقى مصلحة الاستعجالات الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي لمدينة سطيف إلى جانب العديد من الأقسام والأجنحة الطبية الأخرى تعاني الأمرين، في ضوء التنامي المطرد للمرضى والمصابين في مختلف الحوادث، مع التذكير أن هذه المنشأة الطبية تعد من أكبر المؤسسات الصحية وطنيا، حيث تتسع حاليا لأزيد من 1200 سرير ويؤطرها زهاء 800 بين طبيب وعون شبه طبي.