حمل انفتاح الكاتب أحمد رضا حوحو، على الثقافة الفرنسية أثرا على قصصه ومقالاته حيث حاول التجرد من سيادة التقاليد الاجتماعية الموروثة، ومن جهة أخرى، كان إعلانه نهضة فكرية المنطلق من تجريد المرأة من أحكام سلطتها عليها أحكام القبيلة، منافيا للقيم الإسلامية في نظر البعض، ممن اعتبروها علة وهتكا لحرية واحدا من أفراد المجتمع . بدأت رحلة أحمد رضا حوحو مع الصحافة قبل الكتابة القصصية، في المملكة العربية قبل الجزائر حين قررت العائلة مغادرة ولاية بسكرة والهجرة إلى السعودية سنة 1934، بعد نزاع حدث بين والد احمد رضا حوحو الذي كان رئيسا للقبيلة في سيدي عقبة و بين الآغا الذي يشرف على الناحية، وحين وطأت قدماه أرض الحرمين اتجه إلى الكتابة في مجلة "قاهرية الرابطة العربية"، حيث حملت أولى مقالاته عنوان "الطرقية في خدمة الاستعمار"سنة 1937، وفي مجلة "المنهل" كانت انطلاقته الحقيقية لإبراز توجهاته السياسية والاجتماعية، وزادته الدراسة في معهد العلوم الدينية في السعودية زادا ومضادا ضد الشوائب العالقة في المجتمعات العربية التي نسبت إلى الإسلام، فقد كلف بالترجمة من الفرنسية إلى العربية في هذه المجلة، وكتابة قصص ومقالات كثيرة كانت منها قصتان يستشرف فيهما لما سيكون عليه الأدب العام 2072، كتب القصتين عام 1942 أي أنه تصور حال الأدب والأدباء قبل مئة وثلاثين سنة وسماها "قصة الأديب الأخير"، فبرأيه بعد فترة زمنية سيتحول الناس عن الأدب ويتجهوا إلى العلوم التطبيقية، وتصور الأديب في حالة فقر وقهر، بعد أن يخسر البطل "إبراهيم" عمله، بعد أن ضاع وسط العالم المادي ليصبح بعدها كناسا في فندق، هذا في قصته الثانية التي أعطاها اسم "الكفاح الأخير". لم يتوقف دأب أحمد رضا حوحو، بعد توديعه السعودية سنة 1946 إثر وفاة والده، وصعوبة العيش فيها بسبب الأزمة الاقتصادية التي مرت بها السعودية في ذلك الوقت، وعاد إلى الجزائر التي عمل بها سابقا في ولاية بسكرة على مستوى، البريد والمواصلات قبل هجرته، ليختار الاستقرار في قسنطينة، التي كانت معروفة بالعلم والعمل الإصلاحي في جمعية العلماء المسلمين. ينتهي الكاتب إلى كتابة أهم انجازات حياته في أرض الوطن، بدايته كانت في "غادة أم القرى" وهي الرواية العربية الأولى في الجزائر ففيها انعكاس لإصراره على ضرورة تجاوز المجتمع للمعاملة الغير عادلة للمرأة في المجتمع وبصورة رومانسية يصور النهاية المأساوية لبطلي