أصدر الناقد السينمائي محمد عبيدو، كتابا جديدا ضمن سلسلة الفنون البصرية، عن دار نينوى بدمشق، حمل عنوان "صورة الفنان التشكيلي في السينما"، الذي يعد تاسع انتاجاته في التأليف، بعد خمس مجموعات شعرية وكتاب "السينما الصهيونية" الصادر العام 2004 عن دار كنعان، "السينما الإسبانية"، "السينما في أمريكا اللاتينية" العام 2009 عن مؤسسة السينما ووزارة الثقافة. جاء الكتاب في 144 صفحة من الحجم الكبير وهو يشكل إضاءة مهمة في المكتبة العربية على العلاقة بين فنين بصريين هما "التشكيل والسينما"، ونقتطف من كلمة الغلاف كان اكتشاف السينما لأفلام الفن التشكيلي حدثاً فنياً وسوف نجد، مع انتشار السينما في العشرينيات من القرن العشرين، أن العديد من التشكيليين السورياليين كانوا يرون في السينما وسطا مثاليا لسبر واستكشاف عوالم أخرى. مان راي وهانز ريختر وفرانسس بيكابيا كانوا ضمن الفنانين الذين قاموا بمحاولات تجريبية مع الفيلم لغايات سوريالية. بيكابيا كتب سيناريو فيلم "استراحة" من إخراج رينيه كلير وسلفادور دالي شارك بونويل في كتابة وإخراج "كلب أندلسي " إن هذا الانتقال من الوسط التشكيلي إلى الوسط السينمائي يجعل هؤلاء الفنانين، وعلى نحو محتوم، يوجهون اهتماماً وعناية أكبر بتكوين الصورة. عندما يأتي الرسام إلى الفيلم فإنه، بالضرورة يأتي حاملا معه نظرة التشكيلي إلى التكوين واللون. ولا بد من أن وظائف الرسام والمخرج السينمائي تغذي بعضها البعض. والشاشة كحامل أو فضاء مشترك بين السينمائي والتشكيلي، ترمي الجميع نحو آفاق تشكيلية لامتناهية تطرح حزمة من الأسئلة النظرية والجمالية. قدمت السينما، طوال تاريخها، العديد من الأفلام عن الفنانين التشكيليين، وكانت بداية علاقة جديدة بين السينما والفن التشكيلي بعض هذه الأفلام يحتفي بالفنان بوصفه عبقرياً معذباً، رائيا.. وأعادت السينما عشرات المرات تناول سير فنانين مثل فان غوغ وبيكاسو ودالي وغويا وفريدا كاهلو وغيرهم. يبدأ الكتاب في قسمه الأول بقراءة نقدية مطولة يضيء عبرها المؤلف غالبية الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية التي تطرقت لحياة الفنانين التشكيليين في الإنتاج السينمائي العربي والعالمي. وفي القسم الثاني فصول مخصصة لفنانين وأفلام كان لهم حضور بارز عبر افلمة سيرهم سينمائيا ومن عناوينها »فان غوغ أفلام سينمائية رصدت تاريخه ومعاناته"، "غويا في فلمين سينمائيين لكارلوس ساورا وميلوش فورمان" و" بيكاسو والسينما" وفيلم فريدا "إعادة إنتاج الصورة الذاتية للرسامة المكسيكية المعذبة" و "سيرافين بين الفن والجنون" وكان القسم الثالث من الكتاب عن مخرجين قدموا التشكيليين سينمائيا..