يعرض اليوم بالمركز الثقافي الاسباني »سرفانتس « تحفة المخرج السينمائي الأسباني الشهير كارلوس ساورا » آه ..كارميلا« ،الذي افتتح به التسعينيات وأبهر النقاد والجمهور من عشاق الأعمال السينمائية التي تحمل سحر الأندلس، مثله مثل تحفه السينمائية التي غدت من أشهر كلاسيكيات السينما العالمية من بينها »سحر الحب«، »كارمن«، »تانغو«، »عرس الدم« المصنفة ضمن أشهر الأفلام الاسبانية التي حازت على جوائز عالمية في ملتقيات ومهرجانات الفن السابع من »كان« بفرنسا و»البندقية« في ايطاليا و»برلين« في ألمانيا، بالإضافة إلى جائزة »الأوسكار« الأمريكية. يعرض فيلم كارلوس ساورا ضمن نشاطات المركز الثقافي الاسباني بالعاصمة الذي يهدف إلى مد جسور الثقافة بين اسبانيا والجزائر ، حيث سيكتشف الجمهور العاصمي خلال الدورات السينمائية المبرمجة هذا الموسم بمبادرة من السفارة الاسبانية بالجزائر، كلاسيكيات السينما الاسبانية بما فيها روائع كارلوس ساورا العاشق الأندلسي الساحر الذي قدم العديد من الأفلام التي يتوقف من خلالها عند مختلف محطات حياته الفنية التي بدأها كمصور فوتوغرافي ناجح ، إلا أن تشجيع شقيقه له دفعه للالتحاق بمعهد السينما بمدريد ، حيث غدا ، وفي فترة قصيرة من أهم مخرجي اسبانيا عبر تاريخها الذين استطاعوا الخروج باقتراحات إبداعية وثقافية أصيلة ، بعيداً عن تأثيرات السينما الهوليودية. يحمل كارلوس ساورا حنين الروح العربية ، تمتلك أعماله تميزها الخاص بالمعالجة وكل ما يتكئ على الصراع الذاتي المحاط بالصمت، وعذوبة موسيقى الاسبانية الفلامنكو القادمة من إبداعات الغجر وتطلعاتهم إلى الحرية والانعتاق من قيود الواقع . كانت ترشح كاميرته بمشاهد أندلسية فهو الوارث الحقيقي للمخرج السينمائي الكبير لويس بونويل، الذي أخرج في فرنسا والمكسيك غالبية أفلامه، إلا انه يبقى احد رموز السينما العالمية التي تنتمي للثقافة الاسبانية أصلاً ، مثله في ذلك مثل بيكاسو وصديقه التشكيلي سلفادور دالي .ولقد أهدى ساورا فيلمه » زيت النعناع « الذي أخرجه عام 1967، إلى لويس بونويل وصنع عدة أفلام تحت تأثيره . فكانت انطلاقة إلى صوت متفرد وآفاق جديدة لفنان مبدع . بدأ ساورا عالمه السينمائي أواخر الخمسينيات ، متأثراً بالواقعيين الايطاليين الجدد الذين تعرف عليهم أثناء دراسته ، وبدا حضورهم واضحاً في فيلمه الأول » الصعاليك« الذي أخرجه عام 1959 ، متجهاً فيه نحو شوارع مدريد وضواحيها الفقيرة ، وملتقطاً مجموعة من الممثلين غير المحترفين، ليقدم من خلالهم قصة شباب يعيش على هامش الحياة يسرق كي يحيا . كما فشل الفيلم ذاته في اقتحام عالم السينما التجارية المعتمد على أفلام الصالونات والديكورات الورقية الضخمة. وينتظر ساورا خمس سنوات ، حتى يقدم فيلمه الروائي الثاني » البكاء من أجل لص« 1964، و يجسد من خلاله صورة بيوغرافية للص أندلسي يدعى »خوسيه ماريا«، ثم يلتقي في العام التالي بالمنتج إلياس كريخيتا ويقدم معه فيلم » الصيد «1965،الذي نال جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي ليسجل بداية سلسلة من تكريم المهرجانات له وترشيحات الأوسكار . يمكن لعاشق الأفلام الاسبانية من جمهور المركز الثقافي الاسباني»سرفانتس« متابعة فيلم كارلوس ساورا » آه ..كارميلا« ، أمسية اليوم ابتداء من الساعة الرابعة و النصف بعد الزوال.