سطرت الأحزاب والتشكيلات السياسية برامج مختلفة في أجندتها لشهر رمضان، حيث انصب اهتمام بعضها بالشأن الدولي وما حدث في مصر مؤخرا، بينما اكتفت أحزاب السلطة بتنظيم اجتماعات ولقاءات نظامية سعيا منها لمعالجة مشاكلها الداخلية، والتحضير لمواعيد هامة ستعقدها قبل نهاية العام، في وقت يصارع فيه المواطن غلاء الأسعار مع مطلع شهر رمضان وما ينجر عن ذلك من انعكاسات تتبعه في حياته. قال عبد الرحمان بلعياط منسق حزب جبهة التحرير الوطني، أنه بصدد التحضير للقاء جهوي بالعاصمة من أجل تكوين المنتخبين المحليين، ومناقشة المشاكل العالقة على مستوى بلديات الوسط خاصة تلك التي يترأس الحزب مجلسها، كما رد على سؤال حول متابعة السوق وانشغالات المواطن خلال شهر رمضان، خارج عن نشاطات حزبه، مؤكدا أن ذلك من نشاطات الجمعيات. وفي السياق نفسه، أكدت الناطقة باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الأرندي خصص شهر رمضان لاجتماعات اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر، مع الهيئة التقنية من أجل استكمال تنصيب اللجان الفرعية، مؤكدة هي الأخرى ترك مجال التضامن ومراقبة انشغالات المواطن في ظل ارتفاع الأسعار كنشاطات فردية لمناضلي الحزب على مستوى الجمعيات، نفس الأجندة خصصها حزب تجمع أمل الجزائر حسب ما جاء على لسان عضوه القيادي المكلف بالاستشراف والتخطيط كمال ميدة أنه وضع برنامجا لدراسة الأمور الداخلية وعقد لقاءات متخصصة فيما أكد أن الاهتمام بالمواطنين ضمن النشاطات المحلية للمكاتب الفرعية والعمل الجواري للنواب، ومن جهته أكد جاب الله أن برنامج حزب حركة العدالة والتنمية خلال شهر رمضان سيبرمج افطارات جماعية للمواطنين، بالنظر إلى فشل النظام السياسي في تحقيق كفايته، مرجعا السبب في تأزم الوضع الاجتماعي الحالي إلى غياب عاملي الرقابة والوفرة، مضيفا أنه يدعم بشكل كامل مبادرة الوقفة العالمية التي تقدم بها المناضل عريبي وستجرى يوم الأحد المقبل، باعتبارها مساهمة وتشجيعا لحقن الدماء والصراعات المختلفة التي تعرفها مصر والإقليم لشكل عام. في حين ذكر جهيد يونسي رئيس حركة الإصلاح، أن برنامج حزبه خلال شهر رمضان يتمحور حول تنظيم العديد من الندوات السياسية عبر مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى أمسيات لترتيل وحفظ القرآن فضلا عن تنظيم افطارات جماعية للمواطنين الذين لا يملكون ملاذا للإفطار شهر رمضان في محاولة من الحزب إلى تفعيل وتكريس بعدها السياسي المنضوي تحت شعار خدمة المواطن، بينما أشار محمد حديبي الناطق الرسمي عن حزب حركة النهضة أن انشغال الحزب ينصب حاليا حول الوضع الطارئ الذي تشهده المنطقة، والمتمثل في ردة فعل التطرف العسكري المنقلب على شرعية مرسي، بالنظر إلى أن الأرضية السياسية للجزائر ملغمة وتستدعي إحاطة الجزائر بطوق من الأمان، لأن شظايا انفجار مصر ستصيب الجزائر بشكل مباشر لاحتوائها ثلة من المتطرفين الذين يتحينون الفرصة لتفعيل التغيير المسلح، وهو النهج الذي ترفضه الحركة التي ترى في التغيير السياسي الحل الأمثل لكل القضايا، وعن برنامج الحزب خلال الشهر الفضيل أشار إلى أنه سيكون ذو بعد تكويني تأهيلي تربوي وإيماني اجتماعي ستعمل عبره الحركة على التكفل بالعائلات المعوزة على المستوى الوطني، عقد ندوات مختلفة، وكذا تنظيم افطارات جماعية عائلية، وهذا بالإضافة إلى استكمال الحركة لمؤتمراتها الولائية، وأكد حديبي خلال حديثه مع السلام أن المبادرة التي تقدم بها نائب حزب جبهة العدالة والتنمية، لن تلق نتيجة على الرغم من أنها تصب في جوهر المشكل لكونها استباق للأمور، وكان الأجدر على حد قوله تنظيم مسيرات واعتصامات مؤيدة داخل الوطن ومن ثمة نقلها إلى الصعيد الدولي وليس العكس في ظل الوضع الراهن.