أجلت غالبية الأحزاب السياسية جامعاتها الصيفية إلى ما بعد الشهر الفضيل، لاعتبارات عدة تراوحت بين التفرغ للعبادات، الأزمات الداخلية، قلة الإقبال ونقص التجربة بالنسبة للتشكيلات السياسية التي ولدت قبيل تشريعيات 10 ماي المقبل، في حين شذ حزب العمال عن القاعدة وضبط أجندته على 2 أوت المقبل. قررت الأحزاب السياسية باستثناء حزب العمال، التفرغ لجامعاتها الصيفية مع الدخول الاجتماعي المقبل بسبب الشهر الفضيل، خاصة وأن ملف المحليات وتعديل الدستور سيكون حاضرا بقوة. وقال حزب حركة النهضة، على لسان ناطقه الرسمي والمكلف بالإعلام، حديبي محمد، في اتصال مع “الفجر”، إن الحركة حددت تاريخ 27 أوت المقبل لتنظيم جامعتها الصيفية بإحدى الولايات الساحلية، كجيجل أو سكيكدة، حسب ما ستوفره الإدارة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من مقر بحضور ما بين 1200 و1300 مناضل. وسيطغى ملف المحليات حسب ذات المتحدث، على الجامعة الصيفية، التي يرى الحزب عدم جدوى إقامتها في الشهر الفضيل بسبب انشغال الناس بالصيام والعبادات، ما سيمنعهم حتما من ترك أسرهم والأجواء العائلية، كما أنه من المناسب جدا أن تكون مع اقتراب الدخول الاجتماعي ليكون الحزب حاضرا كعادته، متمنيا في ذات السياق أن تمكنهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من إقامة الجامعة الصيفية في الموعود المذكور وألا تتحجج الإدارة بعدم وجود المقر. من جهتها، لا تعتبر الجامعة الصيفية من أولويات شريكتها في تكتل الجزائر الخضراء بالنظر إلى الأزمة الداخلية التي تعصف بالحزب منذ فترة طويلة ومنعتها من إقامة جامعتها الصيفية العام الماضي. وتبدو الأمور أسوأ هذا العام على حركة الشيخ أبو جرة سلطاني بالنظر إلى تسارع الأحداث وتأجج الصراع بين جناح يريد الرجوع لأحضان النظام وآخر يصر على الخروج كلية إلى المعارضة، والأكثر أن الحركة على وشك أن تفقد نهائيا واحدا من أهم ركائزها. وحسب مصادر من بيت الراحل محفوظ نحناح، فإن إقامة جامعة صيفية هذا العام مرهون بالمشاكل الداخلية للحركة و”إلى أين ستسير الأمور؟”، وإن كان البعض الآخر يتحجج بمشكل المقرات. من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة بالحزب العتيد أن أهم أسباب تأجيل الجامعة الصيفية إلى شهر سبتمبر المقبل هو شهر رمضان والتخوف الكبير من رفض المناضلين الالتحاق بولاية تيبازة، حيث ستجري فعاليات الجامعة الصيفية هذا العام، ويتصدر ملف المحليات الأجندة، خاصة ما تعلق بتحضير المناضلين للاستحقاقات المقبلة. من جهة أخرى، مازالت الجامعة الصيفية لم تدخل قاموس الأحزاب السياسية الجديدة التي رأت النور قبل تشريعيات 10 ماي المقبل بفترة قصيرة كما هو الحال لجبهة التغيير وجبهة العدالة والتنمية. وعلى خلاف الجميع قررت لويزة حنون عقد جامعتها الصيفية في عز الشهر الفضيل، حيث اختارت مدينة الورود البليدة لمناقشة عديد الملفات الوطنية والدولية، بين 2 و6 أوت المقبل بحضور 800 مشارك، ويبقى ملفا التحضير للمحليات القادمة وتعديل الدستور الأهم على الإطلاق.