أطلق الأمين العام للتجمع الوطني والديمقراطي نيرانا كثيفة ضد قوى المعارضة، التي أعلنت تحفظها عن المشاركة في المشاورات السياسية التي يديرها مدير ديوان الرئاسية أحمد أويحي، بتكليف من الرئيس بوتفليقة. وذكر عبد القادر بن صالح، لدى افتتاح اليوم الدراسي الذي نظمه حزبه بمقره المركزي في بن عكنون أمس حول "مقترحات التعديل الدستوري"، أن المشاركة في المشاورات مفيدة للمؤيدين والمعارضين، لأنها تلتقي عند نقطة واحدة وهي "مستقبل البلاد والأجيال المتعاقبة". ويعتقد بن صالح أن رئيس الجمهورية قسّم المشاورات السياسية إلى ثلاث مراحل، بدأها بالدور الأول الذي أشرف عليه هو شخصيا في منتصف العهدة الثالثة، ثم تشكيل لجنة الخبراء والفقهاء برئاسة عزوز كردون، وصولا إلى الجولة الأخيرة التي يؤطرها أويحيى مطلع جوان الداخل. وتابع مسؤول الأرندي أن الرئيس بوتفليقة "أثبت صدق نواياه التي عرضها في برنامجه الانتخابي، ومنها إشراك كل القوى السياسية والمجتمعية في صياغة الدستور التوافقي". وأمر الأمين العام رؤساء مكاتب حزبه في الولايات بتأطير جلسات نقاش مستفيض مع إطارات الحزب ومناضليه لجمع مقترحاتهم في أجل أقصاه أسبوعا، لأن "ذلك سيعطي حتما قيمة إضافية للعمل السياسي والديمقراطي في الجزائر". واغتنم رئيس مجلس الأمة هذا اللقاء لدعوة جميع القوى السياسية، مؤيدة كانت أم معارضة، إلى المساهمة وبكل جدية". واعتبر بن صالح التحفظ في قضايا مهمة كتعديل الدستور، "تلك الوثيقة التي تحدد المعالم والآفاق والصلاحيات ومنها تستمد كل القوانين، لا يخدم ولا يفيد حتى دعاته، لأن المشاركة في تعديل الدستور تمثل مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المؤيدين والمعارضين في نفس الوقت".