أشادت بعثتا الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، أمس، بأجواء الانتخابات الرئاسية التونسية وأداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ولم تسفر الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي، عن فوز مرشح بالأغلبية البسيطة، إذ حصد زعيم حزب نداء تونس، الباجي قائد السبسي، 39.4% من الأصوات، وحصد المرشح المستقل، المنصف المرزوقي 33.4%، وتأهلا معا للدور الثاني من الانتخابات الشهر المقبل، حسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي، نيتس أوتربروك، إن "الانتخابات الرئاسية تعد أول انتخابات رئاسية تعددية وشفافة جدد من خلالها الشعب التونسي تمسكه بالقيم الديمقراطية وذلك في مناخ هادئ ومحترم". وتابعت أن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أثبتت مجددا استقلاليتها وحياديتها وكفاءتها وحسن تنظيمها والتزامها". من جهته، قال رئيس بعثة المراقبة الانتخابية للبرلمان الأوروبي، مايكل كاهلر، إن "استكمال الانتخابات (بإجراء جولة ثانية) سيمثل خطوة مهمة جدا لدخول مرحلة من المؤسسات المستدامة وتوطيد الديمقراطية في تونس". من جهتها، قالت بعثة مراقبي جامعة الدول العربية أمس، إن "الانتخابات الرئاسية جرت وفقا لما نص عليه القانون الانتخابي التونسي، وأتاحت للناخب التونسي أداء واجبه الانتخابي بكل حرية". وتابعت أن "المخالفات والتجاوزات التي حدثت خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية لن يكون لها تأثير جوهري على نتائجها النهائية"، معربة عن ارتياحها ل"الإعداد والتنظيم الجيد" لعملية الاقتراع ول"أجواء الهدوء والنظام" التي جرت فيها الانتخابات. وأوضح التقرير أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات استفادت خلال الانتخابات الرئاسية من الملاحظات والانتقادات التي وجهت إليها في الانتخابات التشريعية، وتجنبت العديد من الأخطاء التي حدثت خلال تلك الانتخابات"، دون أن يذكر أمثلة لأخطائها في انتخابات البرلمان التي أجريت في 26 أكتوبر الماضي، وأسفرت عن فوز "نداء تونس" بأكثرية مقاعد البرلمان ب86 مقعدا من أصل 217، وحلت حركة النهضة الإسلامية في المركز الثاني ب69 مقعدا. وقال شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تونس أمس إن الانتخابات الرئاسية ستجرى خلال أسبوعين، إذا لم ترد طعون على نتائج الجولة الأولى للانتخابات. وصرح صرصار بأنه يأمل أن يتم المرور إلى تنظيم الدورة الثانية للانتخابات خلال أسبوعين لكن في حال وردت طعون ضد نتائج الدورة الأولى فإنه يرجح تطول الفترة ويتوقع أن تجرى حينها في أواخر شهر ديسمبر. وجاءت نتائج الدور الأول متطابقة مع حالة الاستقطاب التي سيطرت على الحملات الانتخابية بين المرشحين الرئيسيين. وحلّ حمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية الممثلة لأغلب تيارات اليسار في المركز الثالث بحصوله على أكثر من 255 ألف صوت بنسبة 82ر7 % من الأصوات. وأكدت نتائج الانتخابات الرئاسية استمرار تراجع رموز الأحزاب الديمقراطية والاجتماعية التي تلقت خسائر كبيرة في الانتخابات التشريعية.