في ظل مخاوف من مشاركة شعبية محدودة في الانتخابات التونسية خصوصاً مع أرقام الساعات الأولى "11.58 % في ثلاث ساعات" قام عدد من الشخصيات السياسية التونسية، صباح أمس، بالإدلاء بأصواتهم في المكاتب المحلية التي يعودون إليها. وعبَّر جلهم عن تفاؤلهم بسير العملية الانتخابية وبإمكانية نجاحها على غرار الانتخابات التشريعية الماضية، خصوصاً مع تقدم الوقت وسير العملية دون أحداث أمنية تذكر، في ظل المخاوف التي عبّر عنها الجميع من إمكانية قيام المجموعات المتشددة بأعمال مسلحة تستهدف العملية الانتخابية. وقال رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" شفيق صرصار، إن "نسب الإقبال الإجمالية لتصويت التونسيين في الداخل بانتخابات الرئاسة وإلى حدود الساعة الحادية عشرة بتوقيت تونس بلغت 11.85 في المائة. كما أفاد صرصار، بأن نسبة المشاركة في الخارج وإلى حدود الساعة 11 بتوقيت تونس بلغت 18.61 في المائة. وانطلق التصويت للانتخابات الرئاسية التونسية في الخارج يوم الجمعة الماضي، لمدة ثلاثة أيام ودعي إليها نحو 380 ألف ناخب من مجموع نحو 5.2 مليون مسجل للانتخابات، فيما بدأ التصويت في الداخل في الثامنة من صباح أمس. ودعا رئيس الحكومة مهدي جمعة، التونسيين إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات الرئاسية، وطالب الشباب التونسي خصوصاً بالمساهمة المكثفة في عملية الاقتراع والمراقبة والمحاسبة. ووجّه تحية للأمنيين والجيش والديوانة "الجمارك" والحماية المدنية وكل الإدارات التي بذلت مجهودات كبيرة لنجاح الانتخابات. وقال جمعة، في مكتب الاقتراع في قرطاج، حيث يقوم بواجبه الانتخابي إن "هذا اليوم تاريخي وإنه لأول مرة تُجرى انتخابات رئاسية في تونس بمعايير ديمقراطية"، مضيفاً أن "هناك بوادر طيبة بأننا سنعيش عرساً انتخابياً ثانياً على شاكلة الانتخابات التشريعية". وفي المقابل، نشرت إدارة حملة الانتخابات الرئاسية للمرشح المنصف المرزوڤي، ظهر الأحد، بياناً عبّرت فيه عن "ارتياحها لسير العملية حتى الآن مع التنبيه إلى بعض التجاوزات الحاصلة في بعض المكاتب". من جهته، اعتبر زعيم الحزب "الجمهوري" أحمد نجيب الشابي، أثناء الإدلاء بصوته في ضاحية المرسى أن "تونس هي الاستثناء العربي في الديمقراطية"، داعياً التونسيين إلى التوحد. أما الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، فقد عبّر عن أمله في نجاح هذه المحطة الثانية على غرار الأولى، واكتمال بقية المراحل مع الانتخابات البلدية المقبلة، وانتقال تونس من مرحلة المؤقت إلى الدائم. ودعا زعيم "الجبهة الشعبية" المرشح حمة الهمامي، الشباب التونسي إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن تونس في حاجة إلى أن تنهض وتتقدم وتُبنى من جديد. وأكد رئيس حزب "نداء تونس"، المرشح الباجي قائد السبسي، خلال الإدلاء بصوته في ضاحية سكرة أن "تونس تسير بفضل الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والرئاسية في طريق مفتوح نحو الاستقرار وتحقيق الأمن"، داعياً التونسيين إلى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع". في حين، أدلى زعيم حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، بصوته في أحد مكاتب الاقتراع في مدينة بن عروس غرب العاصمة تونس. ودعا الغنوشي، الذي كان مصطحباً عائلته كعادته، الشباب إلى المشاركة المكثفة في انتخابات اليوم، مؤكدا أنه "لا خوف من عودة الاستبداد والظلم، لأن الشعب التونسي يصنع مصيره بيده، وينتخب رؤساءه ويراقبهم ويعزلهم متى يشاء، وعلى كل التونسيين أن يكونوا فخورين ببلادهم وبتجربتهم وبريادتهم في المجال الديمقراطي". من ناحية أخرى، يتنافس في الرئاسيات 27 مرشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوڤي ورئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي واليساري البارز حمة الهمامي ورجل الأعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو -المرأة الوحيدة المترشحة- إضافة إلى وزراء من عهد بن علي. وقد انسحب خمسة من المرشحين ال27 من السباق لكن أسماءهم ما زالت مدرجة على بطاقات الاقتراع. وتشير توقعات مراقبين إلى أن السباق سينحصر بين المرزوڤي وقائد السبسي "87 عاما" زعيم حزب حركة نداء تونس الذي فاز بأغلبية مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ال26 أكتوبر الماضي متقدما على حركة النهضة.