خرج أمس عشرات المواطنين من قاطني حي مزرعة بن بولعيد القصديري الواقع ببلدية المقرية التابعة للمقاطعة الإدارية لحسين داي في وقفة احتجاجية سلمية أمام مدخل الحي، حيث رفع السكان شعارات تطالب السلطات المحلية والولائية بضرورة الوفاء بوعودهم عن طريق ترحيلهم العاجل قبل انطلاق أولى الرحلات عبر الميترو بمحطة البدر الملاصقة لبناياتهم، والمزمع إعطاء إشارته في ال 31 أكتوبر من السنة الجارية. كشف قاطنو مزرعة بن بولعيد الذين التقت بهم جريدة “السلام” على هامش الوقفة الاحتجاجية التي قاموا بتنظيمها تنديدا بالأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشونها داخل بيوت الصفيح، أن هذه الخطوة جاءت لإسماع صوتهم للمعنيين بطريقة سلمية بخصوص التدهور الكبير لسكناتهم الفوضوية من جراء الاهتزازات المستمرة التي تتعرض لها طيلة اليوم نتيجة انطلاق الرحلات التجريبية للميترو على مستوى محطة “البدر” التي لا يفصلها عن هذه البيوت القصديرية إلا جدار من الاسمنت، قام المسؤولون عن المشروع ببنائه منذ انطلاق الأشغال بالميترو ببلدية المقرية. وفي هذا السياق، أوضح المحتجون الذين خرجوا لنقل انشغال حوالي خمسين عائلة التي هي تحت الخطر المباشر لآثار الاهتزازات أنهم لن يتسامحوا ويتراجعوا عن مطالبهم هذه المرة مع السلطات المحلية بصفتها المسؤول الأول عن الخطر الذي يواجهونه، بسبب تعمدها التأخير في عملية ترحيلهم رغم أنهم كانوا مدرجين في مخططات الترحيل الأخيرة للقضاء على السكنات الهشة والفوضوية على مستوى العاصمة، والتي استفاد منها قاطنو ديار الشمس بالمحمدية والكاريار بباب الوادي، حسب ما أوضحه المسؤولون المحليون لقاطني هذه البيوت القصديرية. ومن جانب آخر، هدّد المحتجون بتصعيد الأمور إلى الأسوأ إذا لم تستجب السلطات المعنية المحلية والولائية لمطالبهم، حيث قال هؤلاء في حديثهم لجريدة “السلام” أنهم لن يسمحوا بانطلاق أي رحلة للمترو بمحطة البدر المقرر تدشينها نهاية الشهر الجاري إذا لم يتم تسوية وضعيتهم السكنية، وأضاف السكان أن الميترو لن ينطلق إلا على حساب جثثهم، كما أنهم سيعلنونها تحديا آخر بخروج كل قاطني مزرعة بن بولعيد والذين يقدر عددهم أزيد من 500 عائلة تسكن في بيوت الصفيح. وفي سياق ذي صلة، تشتكي أكثر من خمسين عائلة التي تقطن بيوت الصفيح المجاورة لمحطة الميترو البدر منذ بداية العشرية الأخيرة من غياب أدنى مقومات العيش الكريم، حيث زادت التشققات الكبيرة التي تعرضت لها سكناتهم جراء الاهتزازات الناتجة عن مرور الميترو من جحيم الحياة داخل هذه البيوت التي أصبحت تشكل خطر امستمرا على حياة هؤلاء، إذ اهتدى المواطنون إلى إيجاد حل مؤقت للانهيارات بربط الجدران المتشققة باستعمال الأسلاك، فيما يبقى خطر انهيارات التربة المتكرر فوق طاقة قاطنو المزرعة بحكم أن بناياتهم قد تم تشييدها فوق أرضية غير صلبة تتمثل أساسا في التربة التي قام القائمون على حفر نفق الميترو المجاور بإلقائها، وهو الأمر الذي تسبب في انهيارات مستمرة للتربة خاصة خلال موسم تساقط الأمطار، مما انعكس على هذه أساسات البيوت القصديرية التي تشهد انخفاض يومي، وهو ما وقفت عنده جريدة “السلام” خلال الزيارة التي قادتها للمكان.