كشفت لنا مصادر موثوقة أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش ورغم رضاه التام على ما قدّمه أشباله في خرجتهم الأخيرة أمام منتخب إفريقيا الوسطى، ونجاحهم في الإطاحة به أداء ونتيجة، إلاّ أنّه وقف على العديد من العيوب والنقائص التي وعد بتداركها في مختلف التربصات، والمباريات الودية التي تنتظر الخضر مستقبلا، وكان البوسني قد اعترف خلال الندوة الصحفية التي عقدها عقب نهاية اللقاء بأنه سيعمل في كل مباراة على تحسين صورة المنتخب ويقضي على العيوب تباعا، إلى أن يصبح المنتخب جاهزا بعد سنتين لأداء مباراة على أكمل وجه من دون عيوب تذكر. محور الدفاع في حاجة إلى صخرة قوية لتعويض بوڤرة ورغم أنّ منتخبنا لم يتلق أي هدف خلال المباراة، إلا أن الطاقم الفني وقف على بطء شديد في الخروج بالكرة من طرف المدافعين، وبالأخص ثنائي خطّ المحور الذي وفضلا على أنه بدا ثقيلا، فقد ارتكب بعض الهفوات التي كادت تكلف المنتخب أهدافا في بعض المناسبات، ما يؤكد أنّ خط المحور صار في أمسّ الحاجة إلى مدافع قوي وصلب، ينعشه ويعطيه صورة جديدة كتلك التي كان عليها في عهد الناخب رابح سعدان، يوم كان عنتر يحيى وبوڤرة في أفضل لياقتهما وأعزّ أيامهما. بوزيد عوّض عنتر بامتياز وعودة حليش ستحدث الثورة وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ المدافع إسماعيل بوزيد نال بمردوده ودّ مدربه الذي أعجب بما قدمه في مباراة إفريقيا الوسطى، إذ كان الرجل متخوفا من فشله في تعويض المدافع عنتر يحيى المصاب، غير أن اللاعب السابق لمولودية الجزائر لعب مباراة من دون أي خطأ، وكان من بين أفضل العناصر الدفاعية في المستطيل الأخضر، ويتصور الأخصائيون أن يكون أداء خط المحور أفضل لو أن لاعب من طينة حليش ينتفض بعدما يجد فريقا في القريب العاجل، حتى يستعيد نشوة المنافسة الرسمية، ويستعيد أيضا مكانته الضائعة في المنتخب منذ مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وحينها سيكون ل”الخضر” خط محور قوي للغاية. القضاء على مشكل غياب ظهير أيمن حقيقي وإن كان البوسني قد اطمأن على الجهة اليسرى من الدفاع في ظل الأداء المتوازن الذي يقدمه مدافع ليتشي جمال مصباح من لقاء لآخر، فإن الجهة اليمنى من الدفاع لا تبعث على الإرتياح مثلما كانت عليه من قبل، إذ أنها تبقى الحلقة الأضعف لمنتخبنا منذ سنوات عديدة، فرغم أن مدافع أجاكسيو مهدي مصطفى حاول بفضل تحركاته هذه المرة أن يمحي صورة أدائه المخزي في لقاء مراكش أمام المنتخب المغربي، إلا أنّه أبدى ضعفا كبيرا في الجانب الهجومي، إذ لم يدّون البوسني في كنّاشه ولا صعودا للاعبه إلى منطقة المنافس، بل ولا توزيعة أيضا يموّل بها رفاقه ويزيد من ضغط المنتخب على المنافس عبر الأجنحة، واكتفى فقط بالبقاء في منطقة المنتخب لانتظار لاعبي الخصم، رغم أن المباراة لعبت في معظم فتراتها في منطقة الضيوف. حشود أفضل حل في الوقت الراهن في انتظار عودة فراج ويرى أهل الإختصاص أنّ حليلوزيتش لن يجد صعوبات كبيرة في إيجاد حلول للجهة اليمنى في ظل تواجد مدافع من طينة عبد الرحمان حشود، الذي فرض نفسه بقوة في تربص سيدي موسى ولفت أنظار مدربه، قبل أن يقع اختيار حليلوزيتش على مهدي مصطفى في نهاية المطاف، إذ أن الظهير الأيمن لوفاق سطيف يعدّ في الوقت الراهن من أفضل المدافعين من جهته في البطولة الوطنية، لما يتمتع به من قدرات دفاعية وهجومية هائلة، وهي صفات نادرا ما تتوفر في المدافعين الجزائريين في وقتنا الراهن سواء كانوا محليين أم محترفين. هذا وتوقع الأخصائيون أن يكون أداء منتخبنا أفضل من الجهة اليمنى لو أنّ البوسني أقحم حشود منذ البداية، لكن اختيار مهدي مصطفى حال دون ذلك، وأجبر مطمور على النشاط والقيام بكل شيء لوحده من تلك الجهة، وهذا في انتظار عودة فراج مدافع نادي براست الفرنسي إلى أجواء المنافسة، بعد تماثله للشفاء من الإصابة الخطرة التي تعرض لها قبل بداية البطولة الفرنسية. منصب صانع الألعاب أكبر هاجس للبوسني ولا يعد محور الدفاع والجهة اليمنى المنصبين الوحيدين اللذين يقلقان حليلوزيتش، إذ علمنا أن الرجل مازال في رحلة البحث عن المحرك وصانع الألعاب الحقيقي للمنتخب ولم يجده بعد، فالرجل وحتى إن اقتنع بما قدمته كافة عناصر خط الوسط، سواء تلك التي لعبت في منصب وسط الميدان الدفاعي أو الهجومي في صورة ڤديورة، مترف ويبدة، إلا أنه- وحسب ما علمناه- أسرّ لمقربيه على أنه يبحث عن “باترون” حقيقي في الميدان، لتوكل له مهمة صنع اللعب وبناء الهجمات، وهو المنصب الذي رشح له في البداية جابو كي يخلف زياني، قبل أن يتراجع عن ذلك ويقرر إدراجه بديلا دون أن يقحمه. وأضافت مصادرنا أن البوسني وعد بإيجاد حل لمنصب صانع الألعاب في أقرب الآجال، حتى يتسنى له تطبيق المنهجية الهجومية التي يشرحها في كل مرة للاعبيه ويطالبهم بتطبيقها. تفعيل آليات الهجوم ضروري للقضاء على مشكل نقص الفعالية حتى وإن كان سعيدا أيضا بما قدمته القاطرة الأمامية التي نجحت في تجسيد فرصتين حقيقتين إلى هدفين، بالإضافة إلى خلقها فرصا أخرى حقيقية للتهديف دون أن تجسد، إلا أن البوسني لم يسعد كثيرا بذلك وأسر لمقربيه أنه تمنى لو أن رؤوس الحربة الذين أدرجهم هم من سجلوا (غزال، جبور وغيلاس)، في وقت أتت الحلول من الظهير الأيسر في اللقاء قادير ووسط الميدان يبدة، لكنه ومع ذلك أبدى ارتياحا كبيرا لانتعاش خط الهجوم وتمكنه من القضاء ولو مؤقتا على هذا العقم، ووعد بانتعاش أكبر من المهاجمين بفضل خطته الجديدة في المباريات الودية المقبلة لمنتخبنا الوطني.