كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، عن عدد من الإجراءات الجديدة التي يعتزم قطاعه اتخاذها من أجل الارتقاء بالبحث العلمي وتثمين الجهود المبذولة في هذا المجال، من خلال تقليص الإجراءات البيروقراطية التي تحد من وتيرة بعض المخابر، وتوفير مرونة في صرف الاعتمادات المخصصة للبحث، وتفعيل القانون التوجيهي للبحث العلمي. وأكد الطاهر حجار في حديث إذاعي، أن البحث العلمي في الجزائر قد بلغ مرتبة مشرفة يشهد لها عالميا بدليل مشاركة الباحثين الجزائريين في صنع المركبات الفضائية، وكشف بالمناسبة عن تدشين أول قمر صناعي جزائري الصنع مائة بالمائة خلال الأشهر القريبة قائلا إن ذلك يعكس تقدما كبيرا في المجال التطبيقي في الطاقة المتجددة. وأوضح الوزير أن قطاعه يعمد إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لتثمين نتائج البحث العلمي وتطوير مستواه بما يتلاءم والمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تقنين عملية إشراك المتعاملين الاقتصاديين في مجالس التسيير الخاصة بالجامعة من أجل تجسيد المطالب المستجدة في البرامج الجامعية والبحوث العلمية، بالإضافة إلى الاتفاق قريبا على خطة عمل مع مراكز البحث، مشيرا إلى أن المجلس الشعبي الوطني بصدد مناقشة القانون التوجيهي للبحث العلمي الذي من شأنه إطلاق العنان وتوفير مرونة أكبر للبحث العلمي الذي يحتاج غالبا إلى نفس طويل، بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية العلوم والتكنولوجيا التي تحدد استراتيجيات البحث العلمي. أما بشأن المجلس الوطني لتقييم نتائج البحث العلمي الذي نصب أول أمس، أوضح حجار أنه يمثل كل القطاعات وهو يضم مسؤولي البحث في كل القطاعات وأساتذة جامعيين وخبراء مقيمين بالخارج هدفهم تثمين نتائج البحوث وتشجيعها وتقييمها من أجل نشر المعرفة وكذا مساعدتنا لاتخاذ قرارات لتوجيه البحث العلمي. وذكر، أن الجامعة الجزائرية تتوفر على 1400 مخبر بحث جامعي يشرف عليه أكثر من 24 ألف أستاذ جامعي ويؤمها 3 آلاف طالب في الدكتوراه سيتضاعف عددهم مستقبلا بانضمام طلبة الماستر. كما تطرق الوزير إلى مسألة تمويل مشاريع البحث العلمي، مؤكدا أن الصندوق الوطني للبحث العلمي يخصص ميزانيات مقبولة جدا بهذا الشأن، و هو ما يعكس قوة اهتمام الدولة بهذا المجال، مؤكدا أن لا مشكلة في قيمة التمويل وإنما في بعض الإجراءات البيروقراطية التي تعطل التمويل وتحد من وتيرة عمل بعض المخابر، مؤكدا أنه سيسعى مع الجهات المعنية بوزارة المالية إلى رفع هذه العراقيل وتوفير مرونة أكبر في صرف الاعتمادات. من جهة أخرى، أكد الطاهر حجار أن السنة الجامعية الجديدة، ستتميز بوصول دفعتين من التعليم الثانوي والمتوسط جملة واحدة وينتظر أن يكون عدد المترشحين لشهادة البكالوريا 850 ألف طالب، موضحا أن مصالحه اتخذت كافة الإجراءات والترتيبات للدخول الجامعي المقبل من خلال توفير 80 ألف مقعد بيداغوجي موزعة عبر التراب الوطني لنصل بذلك إلى إجمالي مليون و400 ألف معقد بيداغوجي، و50 ألف سرير جديد، وكذا فتح 2500 منصب جديد للأساتذة الجامعيين المؤطرين يضافون إلى 54 ألف أستاذ جامعي على المستوى الوطني من بينهم 18 ألف حاصلين على شهادة الدكتوراه وهو ما يحقق نسبة 22 طالب لكل أستاذ.