يطالب قاطنو العمارات الواقعة ب4 شارع «أريستال» بمنطقة «الرويسو» الواقعة ببلدية محمد بلوزداد والتابعة للمقاطعة الإدارية لحسين داي السلطات المحلية بالوقف الفوري لأشغال إنجاز المشروع السكني التابع لأحد الخواص الذي شرع فيه منذ أكثر من ستة أشهر على مستوى الحي، معتبرين تنفيذه تهديدا لراحة وسكينة السكان بما أن البناية المزمع إقامتها تتوسط العمارات الواقعة بالمنطقة، فضلا عن استمرار الأشغال في أحيان كثيرة حتى ساعات متأخرة من الليل. وفي هذا الصدد، عبر عدد من المواطنين الذين التقت بهم جريدة «السلام اليوم» بمنطقة الرويسو والقاطنين بالقرب من الورشة التي تشهد الأشغال السالفة الذكر عن تذمرهم وانزعاجهم الكبيرين من تواصل عمليات التهيئة والبناء على مستوى حي «أريستال» فيما يتعلق بالمشروع السكني الذي يحمل رخصة البناء المصرح بها من قبل الجهات المعنية على مستوى بلدية محمد بلوزداد رقم 352، حيث يهدف صاحب هذه القطعة التي تحتضن المشروع إلى إقامة عمارة تتكون من ستة طوابق فضلا عن الطابق الأرضي الذي سيخصص لإنجاز محلات تجارية لتستأجر فيما بعد، حيث كانت عمليات التهيئة القاعدية للمشروع السكني من الحفر وتثبيت أساسيات البناية قد أعطيت إشارة انطلاقة الأشغال بها في 11 أفريل الماضي من سنة 2011، كما حددت مدة الانتهاء من الأشغال وتسليم البناية حسب ما هو محدد في البطاقة التقنية للمشروع بعد 24 شهرا من انطلاقه. وفي هذا الصدد، يطالب السكان المقيمون بالبنايات المقابلة للمشروع والذين يعدون المتضرر الأكبر من تجسيده -حسب قولهم- من السلطات المحلية أخذ الشكوى التي تقدموا بها لدى وكيل الجمهورية شهر أفريل الفارط من السنة الحالية، أي تم إيداعها بمجرد انطلاق الأشغال الفعلية داخل الورشة المخصصة لهذه العمارة التي هي حاليا في طور الإنجاز وتقدمت بها الأشغال بشكل ملفت، بعين الإعتبار، سيما وأنها نصت على ضرورة التوقيف الفوري للأشغال لما له من انعكاسات سلبية عليهم وعلى ظروف السكن داخل بناياتهم التي أصبحت تعرف بعض الإهتزازات جراء الحفر، موضحين في سياق حديثهم إلى يومية «السلام» التي كانت لها زيارة ميدانية إلى المكان المذكور أن العريضة الموقعة من طرف مجموعة معتبرة من قاطني الحي أين تجرى أشغال إنجاز بناية ذات الطوابق الستة المطلة على عماراتهم جاء فيها كذلك اعرابهم عن تخوفهم الشديد من الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم من وراء هذه الأشغال، مشددين على مطلب أساسي غير قابل للتنازل عليه من طرفهم والذي يتمثل في توقيف الأشغال الفوري والأخذ في الحسبان الموقع غير المناسب الذي اتخذه أصحاب البناية الجديدة كأرضية لتجسيد مشروعهم الذي لاقى انتقادات جمة من طرف سكان العمارتين منذ بدايته، على اعتبار أن السبب الأقوى الذي دفعهم لمعارضة إنجاز المشروع السكني بحيهم رغم موافقة الجهات المختصة عليه راجع إلى عدم مطابقته للمعايير والشروط التقنية والاجتماعية المتفق عليها والواجب احترامها والالتزام بها، بما فيها النسيج العمراني المعمول به في الجزائر -حسبهم- وذلك بحكم الخصوصية التي تميز المجتمع الجزائري المحافظ، حيث يرى محدثونا أن تجسيد المشروع معناه التضييق على الحريات داخل شقق سكان الحي بسبب الوضعية التقابلية التي تتخذها الشرفات والنوافذ المتعلقة بالعمارات المتواجدة بالنسبة إلى البناية المزمع انجازها، فضلا عن حرمان منازل الطوابق السفلية على وجه الخصوص من التعرض لأشعة الشمس والتهوية المناسبة بالنظر إلى علو العمارة. ومن جانب آخر، اشتكى القاطنون بالحي من الإزعاج المستمر الصادر عن صوت آلات البناء، حيث أوضحوا أنهم يشعرون بالأرض تهتز من تحت أقدامهم جراء ضخامة الآلات المستعملة، ويضيف هؤلاء أن حجم الإزعاج يتضاعف عندما يقرر المشرفون على الأشغال داخل ورشة البناء النشاط ليلا حتى ساعات الصباح الأولى، الأمر الذي ينغص على العائلات القاطنة بالحي النوم بهدوء كما يقول محدثونا. وللإشارة، وحسب ما علمناه من قاطني المنطقة فإن صاحب المشروع الذي هو المالك الأصلي للقطعة الأرضية التي تقام فوقها الأشغال حاليا قد اهتدى إلى بناء هذه العمارة بعد صراع كبير مع السكان الذين سبق لهم وأن كانوا السبب المباشر في غلق ومن ثم تهديم قاعة الحفلات والمؤتمرات التي كان يملكها، ثم كانوا السبب أيضا في تعطل مشروع إقامة حضيرة للسيارات فوق نفس القطعة الأرضية، الأمر الذي اضطره إلى تحويل استثماره نحو بناء عمارة تستأجر بعض شققها فيما بعد.