أكدّ عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن الجزائر تعيش نهاية مرحلة وبداية أخرى، "نهاية مرحلة قادها رجل التنظيم بكفاءة واقتدار معتمدا على قوانين وممارسات تلقاها من رجال فكر سبقوه، حفظها وأتقنها وحقق بها نجاحات معتبرة، وبداية مرحلة أصبح رجل التنظيم يقود ركبا لا ينقاد له، عبر سبل لم تصبح مُوصلة". و أوضح مقري خلال مشاركته أمس في أشغال إفتتاح الجامعة الصيفية لحمس ببومرداس "أن المرحلة المقبلة تريد رجل الفكر الذي يفهم احتياجات الركب الجديدة ومسالك السير الحديثة، رجل الفكر الذي سيؤسس لمقاربات جديدة في الفكر والسلوك في مختلف المجالات، ومقاربات جديدة في القيادة والعلاقات وبناء المؤسسات"، مردفا بالقول "وسيكون هذا التحول صعبا عسيرا، قد يطول أو قد ينقص بقدر توفر القادة المفكرين ... وبحسب مقدار وتأثير مقاومة التجديد والتغيير". في السياق ذاته تنبأ مقري بإتجاه البلاد نحو تكرار سيناريو سنة 1986 وأكتوبر 1988، في حال لم يتم إستدراك الأوضاع من خلال تكريس قواعد الديمقراطية وفق أرضية مشروع مزافران، داعيا الطبقة السياسية للضغط على النظام الحالي للقبول بالتوافق. بالمناسبة خاطب مقري النظام و قال "ضيعت الفرصة على الجزئر ... 15 سنة ضاعت"، عندما كانت مداخيل البلاد أضعافا مضاعفة مقارنة بالسنوات السابقة لهذا النظام وحتى منذ الإستقلال، مشيرا إلى الفترة التي عرف فيها سعر البترول إرتفاعا منقطع النظير، وهو الأمر الذي لم تستغله السلطة-على حد تعبير المتحدث-، الذي أردف قائلا "و هو الوضع الذي مهد إذا للتوترات الاجتماعية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد حاليا"، مضيفا في هذا السياق "أن الأمم التي تجوع وتصيبها الحاجة هي التي تكثر فيها الفتنة والهرج"، مستدلا في ذلك بما حدث في سنوات 1988، 1993، 1994، حينما أفلست الدولة و إنعكس ذلك سلبا على الجانب السياسي، "فلا بد أن ننتبه فهذه المشاكل توشك أن تحدث ...". في السياق ذاته أوضح رئيس حركة مجتمع السلم أن الوطن اليوم في وضع عصيب، "حيث لم يكن يُصغى لنا حينما كنا ندعو القوم إلى الانتباه لقدوم الأزمة قبل ظهور معالمها ...حين كنا نقول للقوم إن هذه البحبوحة المالية التي تشترون بها الذمم من أجل البقاء في نعيم السلطة تسير نحو الزوال"، مؤكدا أن هذا المشهد الكارثي ليس قدرا مقدورا، "فإن الأمل قائم بإذن الله،وهو معقود بالرجال الوطنيين الموجودين في الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة المختلفة"، مبرزا أن هؤلاء جميعا مدعوون للتوافق بينهم لفرض التجديد والتغيير على من بيدهم الأمر، "أقصد بهم هؤلاء المُصرين على الفساد والعمالة والفشل إلى أن تتغير موازين القوة فيرتدع هؤلاء فيقبلون التوافق قبل فوات الأوان فيكون ذلك دون النظر للخلف وبأقل التكاليف وأقل الأثمان"، فإن تعسر ذلك وتأخر فسيكون الوطنيون على أهبة الاستعداد لاحتضان وطنهم في حالة الانهيار لا قدر الله، ولن تعجزهم الحيلة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بناء صحيحا بعيدا عن الصراع على الزعامة والسلطة والكراسي، بل على أسس التوافق الحقيقي وتوفير العدل وضمان الحقوق والحريات وطي صفحة التزوير والفساد-يقول مقري-.