لم يكن يعتقد كهل في العقد الخامس من العمر والمنحدر من ولاية عنابة أن نهايته ستكون على يد ابنه صاحب ال 23 سنة، الذي قرّر في لحظة غضب الانتقام لوالدته على طريقة سيناريو الفيلم الجزائري "المطلقة". في نهاية شهر أفريل من السنة الفارطة، وكالعادة دخل الضحية في مناوشات مع ابنه جمال قبيل صلاة المغرب، ولكن هذه المرّة زادت الأمور حدة فسبب الخلاف ليس هينا بالنسبة لجمال وهو يسمع أن أبيه طلق والدته وعقد قرانه على امرأة أخرى. الأب يغادر المنزل تفاديا للصدام كادت الأمور تصل إلى حد التشابك بالأيدي بين الابن والأب، ما جعل الأخير يخرج من المنزل تفاديا لوقوع ما لا يحمد عقباه، ولكن الابن قرّر أن تكون النهاية فأخذ خنجرا وتبع والده الذي اتجه إلى المسجد وفي الطريق لم يشعر الضحية أن الجاني يتبعه بسرعة ليباغته بطعنتين من الخلف كانت كفيلة بوضع حد لحياته. الضحية جثة هامدة قرب المسجد بسرعة كبيرة أنهى جمال جريمته وانصرف مسرعا تاركا والده يسبح في بركة من الدماء، ما استدعى تدخل الجيران لنقل الضحية الذي كان ينزف بحدة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمركز الإستشفائي الجامعي ابن رشد، غير أنه لفظ آخر أنفاسه بعد لحظات قليلة. حوّلت جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث قبل عرضها على الطبيب الشرعي الذي أرجع سبب الوفاة إلى طعنة أصابت الضحية في القلب، إضافة إلى إصابة على مستوى الجهة الخلفية اليسرى من الصدر وأخرى مستوى الكتف الأيسر. من جهتها، باشرت مصالح أمن بوخضرة بعناصة تحقيقاتها لتوقيف الجاني الذي فرّ إلى وجهة مجهولة، وبعد أيام من البحث حدّد مكان اختفاء ه بمنطقة الشابية على بعد ستة كيلومترات من مدينة عنابة. في حدود الساعة التاسعة ليلا، داهمت مصالح الشرطة المكان الذي كان يختبئ فيها جمال وتم توقيفه وهو في حالة نفسية صعبة، أين تم اقتياده نحو مقر الأمن للتحقيق معه، وتحديد أسباب الجريمة الشنعاء الذي ارتكبها في حق والده وكان كثير الخلاف معه. الجاني مضطرب نفسيا والضحية مسبوق قضائيا وكشف التحقيق الاجتماعي أن الجاني يعاني من اضطرابات نفسية حادة بسبب الوضع العائلي، أما عن الضحية فتبين أنه مسبوق قضائيا في قضية تجارة المخدرات واستنفذ مؤخرا عقوبته. وخلال سماعه على محضر رسمي اعترف الابن بقتل والده لأنه طلق أمه وتزوج بأخرى فثارت ثائرته ما جعله يتبع أباه ويطعنه حتى الموت. بموجب ملف جنائي قدم المتهم أمام وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة الذي أمر بإيداعه رهن الحبس المؤقت.
للإشارة، فإن القضية حولت على مكتب قاضي التحقيق بذات المحكمة ليتم سماع المتهم مجددا بخصوص الوقائع وعرضه على طبيب عقلي لتحديد سلامته العقلية قبل إرسال مستندات القضية إلى غرفة الاتهام فيما ينتظر مثول المتهم أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة خلال دورات جنائية لاحقة لمحاكمته بجناية القتل العمدي ضد الأصول.