تورّط امرأة في جريمة قتل، حالات منافية لطبيعة الجنس الناعم وظاهرة قلّما نسمع بها في المجتمعات المحافظة على غرار تورط شابة في العقد الثالث من العمر خريجة كلية الحقوق، تورّطت في أبشع جرائم القتل التي أثارت الرأي العام بولاية المسيلة قبل ثماني سنوات. في ماي من سنة 2007، تلقت وحدات الدرك الوطني لولاية بوسعادة معلومات مفادها وجود شخصين مشبوهين على متن سيارة تجوب المكان المسمى " وادي صنديق". فور ذلك، تحرّكت مصالح الدرك إلا أن المشبوهين كانا قد غادرا المكان المذكور، غير أن شكوك رجال الدرك جعلتهم يقومون بعملية تمشيط واسعة، وبوصولهم إلى الوادي لفت انتباههم حفرة تظهر وكأنها حفرت مؤخرا. 30 طعنة بجثة الضحية قام عناصر الدرك بنبش الحفرة، وهناك فوجئوا بجثة رجل دفن بثيابه ملفوفة ببطانية زرقاء عليها آثار طعنات بخنجر في مختلف أنحاء الجسم، تم إخطار مصالح الحماية المدنية والفريق السينو تقني الذين تنقلوا إلى مسرح الجريمة لمعاينة الجثة قبل تحويلها إلى مصلحة الطب الشرعي، وهناك تم عرضها على الطبيب وتبين أن الضحية تلقى 30 طعنة، فيما تمكنت مصالح الدرك من تحديد هوية الضحية ويتعلق الأمر ب "ل.ع " تاجر معروف في المنطقة في العقد الخامس من العمر. وأشارت المحاضر المحرّرة بخصوص هذه الجريمة، أن مصالح الدرك وخلال عملية تمشيط للمنطقة عثرت على مركبة الضحية بمنطقة وادي المقطع ببلدية الهامل في مسلك ترابي بالقرب من الطريق الوطني رقم 46 الذي يربط بوسعادة بالجلفة وهي تحترق فقاموا بإطفائها، وغير بعيد عنها عثر على وثائق الضحية، هاتفه النقال ومبلغ مالي. ... لهذه الأسباب قرّرت المتهمة الانتقام وبتفحّص الوثائق عثر على رخصة سياقة ليست ملكا للضحية، وهنا حامت الشكوك أنها للجاني ويحتمل أنها سقطت منه دون أن يدري، ويتعلق الأمر بالمدعو "ب. ث"، الأخير وخلال استجوابه اعترف بارتكابه جريمة قتل الضحية، كما كشف عن بقية شركائه وهو "ع. خ" إرهابي تائب تدبر أمر إخفاء السيارة قبل إحراقها، وكذا المدعوة "م. خ". الأخيرة أكدت لمصالح الشرطة أنها كانت على علاقة غرامية بالضحية الذي وبعدما اعتدى عليها جنسيا أصبح يبتزها، لتقرّر إخبار شقيقيها بالقصة، عندها قرّرا الانتقام منه فطلب منها استدراجه إلى منزلها موهمة إياه بأنها ستكون وحدها وبعد دخوله المنزل انهال عليه المتهمان بالضرب وهشّموا رأسه بمهراس، ليتم بعدها لفه في بطانية ونقله أخوها وشريكه في الصندوق الخلفي للسيارة لدفنه، فيما بقيت هي في المنزل لتنظيفه من آثار الجريمة، كما حرقت ملابس الجناة مع التخلص من أدوات الجريمة في مزبلة عمومية. استمرارا للتحقيق وانطلاقا من تصريحات المتهمين الثلاثة تم توقيف شخصين آخرين شاركا في الجريمة بطريقة غير مباشرة منهم أخ المتهمين الرئيسيين وتم تقديم الجميع أمام وكيل الجمهورية المختص إقليميا الذي أمر بإيداعهم رهن الحبس المؤقت مع إرسال القضية إلى قاضي التحقيق قبل تحويل مستندات القضية إلى غرفة الاتهام بمجلس قضاء المسيلة أين برمجت القضية أمام محكمة الجنايات، أين مثل المتهمون الخمسة لمواجهة جناية القتل العمدي بدوافع سبق الإصرار والترصد وتكوين جماعة أشرار وإخفاء جثة والتخريب العمدي، وكذا جناية الحيازة والمتاجرة غير القانونية بالأسلحة النارية من دون رخصة. المتهمون وطوال أطوار المحاكمة اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم وبعد المداولات القانونية، أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء المسيلة حكما بالإعدام في حق الإخوة الثلاثة وأحكام بين ثلاث وخمس سنوات لشريكيهما.