يروي أحد رفقاء درب المدير الجديد لدائرة الاستعلام والأمن ،اللواء عثمان طرطاق ، المدعو بشير ، والذي عين مؤخرا خلفا للفريق محمد مدين ، علاقته مع اللواء طرطاق ، ومساره داخل أجهزة الأمن ، ويرسم عنه صورة الرجل العسكري المنضبط ،الذي خدم البلاد في أحلك الظروف التي مرت بها . معروف عن اللواء بشير طرطاق أنه من مواليد سنة 1950 بمدينة العلمة بسطيف ، وزاول دراسته في قسنطينة حتى تحصل على شهادة ليسانس في الجغرافيا ، ودخل بعدها إلى صفوف الجيش الشعبي الوطني كان له تكوين في "الكاجي بي" . ليلتحق بعد عودته من الأتحاد السوفياتي بجهاز الامن العسكري أنذاك ويقول ضابط في الأمن العسكري ، رفض الكشف عن اسمه ل "السلام"، كان أحد رفقاء اللواء طرطاق في مسيرته منذ فترة طويلة ، أن "أول منصب حساس تقلده طرطاق في الجيش بعد مروره في مكاتب الأمن العسكر بأم البواقي وبشار كان كمدير جهوي لأمن الجيش في الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة منتصف الثماينات". وكانت هذه المرحلة حسبه هي التي برز فيها اللواء طرطاق "وهي التي تزامنت مع الأزمة الاقتصادية التي عرفتها الجزائر آنذاك وأدت فيما بعد إلى اندلاع احداث 5 أكتوبر 1988" يضيف المتحدث أن طرطاق "أبدى جدارة كبيرة في التعامل مع هذه الأحداث أهلته للحصول على رتبة رائد" وبعدها "تم تعيينه في سنة 1992 مديرا للمركز الرئيسي العسكري للتحريات "سي بي أم إي " حسب المتحدث ، فإن تعيين طرطاق في هذا المنصب "جنب البلاد أن تتحول إلى أفغانستان ثانية خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر، بفضل قدراته في محاربة الإرهاب" فقال "كان له الفضل في القضاء وتفكيك الجماعة الإسلامية المسلحة، و المعروفة اختصارا ب"الجيا". "طرطاق رجل منضبط في عمله " يقول الضابط ،فهو "طوال الفترة التي عملت معه ، كان يقف شخصيا على كل العمليات التي يكلف بها ويتابعها بدقة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة ، وكان يشرف شخصيا على استجواب الإرهابيين المعتقلين خلال الأزمة الأمنية ومتابعة ملفاتهم..لقد كان رجلا وطنيا ومخلص". لكن صفة الانضباط يضيف الضابط " لازمت طرطاق حتي في حياته الشخصية ، فكان رجلا يحترم مواعيده ويسير بانضباط ..فكان يمارس الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع في نفس الوقت المحدد ،كما كان أيضا يذهب إلى الحلاق مرة في كل الأسبوع وكانت يوم الخميس ، وفي نفس الموعد كذلك" يضيف دائما حول حياته الشخصية "أنه لم يكن أبدا يرتدي الأماكن المشبوهة مثل الملاهي الليلية التي يرتديها العديد من الضباط ...لقد كان إنسانا محترفا ورجل أمن حقيقي ". ويروي عن علاقته بالضباط الآخرين أنها كانت جيدة لكنه كان يكره صفتي الكذب والتزلف" ، أما عن علاقته بالفريق محمد مدين ، المدعو "توفيق" فقال "أن علاقة العمل بينهما كانت تبدو عادية ، لكن كان من الصعب معرفة العلاقة الحقيقية بينهما لأن العمل بين الرجلين كان يناقش في مستويات عليا". حسب شهادة الضابط ، تم تحويل طرطاق في سنة 2004 إلى المركز الاستراتيجي لأمن إفريقيا بالحراش ، وفي 2010 عينه الفريق توفيق مستشارا بدائرة الاستعلامات والأمن ،وخلال هذه الفترة التي عمل بها مستشار في "الدي أر أس" كلف بمخطط المراقبة بالكاميرات ، وتم تعيينه سنة 2013 مسؤولا في الأمن الداخلي داخل نفس الجهاز إلى غاية إحالته على التقاعد سنة 2014 "وبعدها "عين طرطاق مستشار في هيئة أركان الجيش التي يترأسها الفريق قايد صالح" ثم مستشارا في الرئاسة في سبتمبر 2014 ،وعين قبل أيام مديرا جديدا لدائرة الاستعلام والأمن خلفا للفريق محمد مدين.